أقيم في مديرية ملحان بمحافظة المحويت، فعالية اختتام مشروع إسناد المبادرات المجتمعية لبناء وتأهيل ٥٩ منزلاً جديداً للأسر المتضررة من السيول، ضمن برنامج مواجهة الكوارث والطوارئ، في شراكة تكاملية بين مؤسسة بنيان التنموية، والسلطة المحلية، والجمعية التعاونية في المديرية وأبناء المجتمع وإشراف اللجنة العليا للطوارئ.
وأوضح النائب الأول لرئيس الوزراء، العلامة محمد أحمد مفتاح، أن المشروع يُجسّد تجربة مجتمعية رائدة في البناء التعاوني، انطلقت من مبادرة ذاتية واعية، وتمكنت من تحويل الأزمة إلى فرصة للنهوض، مبيناً أن ما تحقق في ملحان يعكس قدرة المجتمع على تجاوز التحديات بإمكاناته الذاتية متى ما توفر له الإسناد والتوجيه.
وأشار إلى أن انتقال المشروع إلى أرض بديلة أكثر أمانًا عن المواقع المتضررة، واختيارها بعناية، يُعد من عوامل نجاحه واستدامته، مؤكدًا أن التخطيط السليم عنصر جوهري في مواجهة آثار الكوارث الطبيعية.
ولفت إلى أن تجربة ملحان تستحق التعميم على مستوى المديريات والمحافظات، خاصة في ظل ما تشهده البلاد من تراجع في مفاهيم العمل التعاوني، مشيراً إلى أن البيئة المجتمعية في المديرية – بوعيها وتفاعلها ومؤسساتها – مثّلت ركيزة أساسية لإنجاح المشروع.
وقال: “نحن بحاجة مُلحّة لتعميم تجربة ملحان على مستوى المحافظات، خاصة في ظل تراجع مفاهيم العمل التعاوني خلال السنوات الماضية، وما نشهده اليوم يؤكد أن المجتمع اليمني لا يزال حياً ومبادراً، ويملك القدرة على تجاوز التحديات إذا ما تم تمكينه وتحفيزه.”
ونوّه إلى أهمية التوسع في المبادرات لتشمل مجالات خدمية وحيوية كالتعليم والصحة وشق الطرقات، مؤكداً أن وعورة المنطقة تتطلب تكاتفاً أكبر لتسهيل تنقل المواطنين وخدمتهم.
من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية، الدكتور محمد المداني، أن مشروع ملحان مثّل انتقالة نوعية في مسار المبادرات المجتمعية، حيث قاد أبناء المديرية زمام المبادرة، وأسهموا في التنفيذ والتخطيط، بينما كانت الجهات الرسمية والمؤسسية مساندة ومُيسّرة.
وأشار إلى أن هذا النموذج يؤكد الحاجة لتفعيل القطاع التعاوني كرافد ثالث للتنمية إلى جانب القطاعين العام والخاص، ويفتح أفقًا جديدًا للنهضة المجتمعية من الداخل.
وقال: “نحن اليوم لا نحتفل بما قدمته الحكومة، بل نحتفل بما قدّمه هذا المجتمع العظيم من نموذج ناصع في التكاتف والعمل المشترك. إن جمعية ملحان وأبناؤها قادوا مبادرة تستحق أن تُعمم وتُدرّس، لأنها تفتح أمامنا أفقاً جديداً نحتاجه في المرحلة المقبلة، وهو أفق القطاع التعاوني الذي سيكون ركيزة أساسية إلى جانب القطاعين العام والخاص.”
ونوّه المداني إلى أن ما يقدمه اليمن من مواقف مبدئية في مناصرة القضية الفلسطينية، رغم الحصار والعدوان، لم يثنِ أبناءه عن البناء والإنتاج، مشيراً إلى أن التوكل والعمل التشاركي هما سر استمرار الإنجاز في مختلف المحافظات.
بدوره، أشاد محافظ المحويت حنين قطينة بالدور الفاعل لمؤسسة بنيان التنموية، ومساهمة الجمعية التعاونية والمجتمع المحلي، معتبرًا ما تحقق في ملحان أنموذجاً قابلاً للتكرار في بقية المديريات، خاصة في ظل ما تتميز به التجربة من وعي وتنظيم وتكامل.
وأوضح رئيس قطاع التنسيق الميداني في مؤسسة بنيان التنموية، المهندس علي ماهر، أن المشروع بُني على رؤية تشاركية منذ لحظة تحديد الأولويات واختيار الموقع الجديد وحتى تنفيذ البناء، مشيراً إلى أن المؤسسة تؤمن بأن المجتمع هو حجر الأساس لأي تنمية مستدامة.
منوهاً انه بجانب مشروع إعادة الاعمار تم العمل في 96 موقع مهدد وإزالة التهديدات في عدد 44 موقع بمبادرات مجتمعية واسناد من المؤسسة والسلطة المحلية بالمديرية وجمعية ملحان التعاونية.
وأشار إلى أن التنسيق الوثيق بين المؤسسة والسلطة المحلية والجمعية التعاونية وأبناء المديرية أسهم في إنجاز المشروع وتحقيق أثر ملموس على المستوى الخدمي والاجتماعي.
من جانبه، أوضح مدير مديرية ملحان، غمدان العزكي، أن المشروع أعاد الاستقرار لعشرات الأسر التي فقدت مساكنها بفعل السيول، مؤكدًا أن المديرية ماضية في دعم المبادرات المجتمعية في مختلف القطاعات، مستفيدة من الروح التعاونية التي أفرزتها هذه التجربة النموذجية.
بدوره أوضح أمين عام جمعية ملحان التعاونية، حسن سود، أن الجمعية عملت منذ اللحظة الأولى على حشد الجهود المجتمعية وتنظيمها، وتوفير بيئة تعاونية فاعلة أسهمت في نجاح المشروع، مشيرًا إلى أن الثقة المتبادلة بين المجتمع ومؤسساته كانت حجر الأساس في تحقيق هذا الإنجاز.
ولفت إلى أن الجمعية ستواصل أداء دورها في تحفيز المبادرات المجتمعية، وتعزيز مبدأ الاعتماد على الذات، بما يسهم في تحسين الواقع الخدمي والمعيشي في المديرية.
#مؤسسة_بنيان_التنموية #اليمن