Categories
مقالات

مؤسسة بنيان التنموية.. قصة نجاح وعطاء سابق الزمن

مؤسسة بنيان التنموية.. قصة نجاح وعطاء سابق الزمن

قبل أكثر من ثلاث سنوات احتضن فندق تاج سبأ في العاصمة صنعاء، حفل إشهار مؤسسة بنيان التنموية، ومقارنة بالفترة التي مضت على تأسيس المؤسسة التي انطلقت وفق رؤية يمنية إيمانية أصيلة لا هدف مادي لها، وهدفها الذي تجسد واقعا من خلال العشرات من المشاريع الإنتاجية والتنموية والخيرية لتضع بصمات كبيرة في حياة شرائح واسعة في المجتمع اليمني الذي يواجه عدواناً غاشماً وحصاراً ظالماً منذ ست سنوات ، فالمؤسسة التي ولدت من رحم معاناة اليمنيين قطعت مشواراً طويلاً في طريق التنمية المستدامة فحولت الآلاف من اليمنيين من طاقات مفرغة إلى طاقات إنتاجية فعالة في مختلف القطاعات.

تقرير ـ رشيد الحداد

إن حضور بنيان المؤسسة الوطنية خلال السنوات الماضية وجد في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وحققت إنجازات سابقت الزمن في المجالات الإنتاجية والزراعية والتوعوية والتأهيل والتدريب بهدف رفع قدرات المجتمع وتأهيل الآلاف من النساء والرجال في أكاديمية بنيان لإكسابهم المزيد من المهارات والخبرات في مجالات عدة، وبعيداً عن أضواء الإعلام وثقافة المن على الآخرين عملت مؤسسة بنيان خلال السنوات الثلاث الماضية على تنفيذ برامج اغاثية طارئة قدمت من خلالها الغذاء والدواء ووسائل الإيواء للآلاف من الأسر النازحة، وعبر برامجها الإنسانية المتعددة كبرنامج “أغنياء من التعفف ” وبرنامج «إطعام» التابع لها والذي تنفذه المؤسسة من خلال مشاريع خيرية دائمة وغير موسمية وإنسانية صرفة كما كان معتاداً من قبل مؤسسات مماثلة تعمل على أسس حزبية وليس إنسانية .

لقد دشنت بنيان مشروع إطعام بعد أشهر معدودة من تأسيسها في صنعاء والحديدة والمحويت وصولاً إلى محافظات أخرى من خلال مشروع الأفران الخيرية التي تنتج أكثر من 350 ألف رغيف خبز يومياً لتطعم اكثر من 36 ألف أسرة فقيرة ومعدمة ومتعففة في العاصمة صنعاء، كما تنتج 10 آلاف رغيف خبز في محافظة المحويت لإطعام أكثر من ألف أسرة فقيرة ومعدمة، وبالمثل تضاعف إنتاج الرغيف في الحديدة ليساهم في الحد من معاناة الآلاف من الفقراء والمعدمين بصورة يومية، وبأسلوب يعكس مبادئ وقيم المؤسسة التي تعتمد آلية توزيع الرغيف إلى منازل الفقراء بطريقة تحمي إنسانية الأسر المستفيدة وتحفظ كرامتهم .
مؤسسة بنيان التنموية التي انطلقت باكورة مشاريعها التنموية من مستوطنات الفقر والفاقة في تهامة قبل تأسيسها بغرفة طوارئ وادي مور الذي مكن المجتمع من إدارة منشآت غرفة تطوير تهامة ومنشآت تطوير الحواجز المائية التي روت عطش الأرض والإنسان لتحول 20 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في وادي مور من أرض قاحلة إلى أرض زراعية مثمرة، وكذلك كان لها إسهام بارز في دعم الصيادين التقليدين في مختلف مناطق تهامة، أحيت روح المبادرة الاجتماعية في صنعاء وحجة والمحويت وعمران وذمار والبيضاء والحديدة وصعدة ، فكان لها الدور البارز في إحياء إشراك المجتمعات المحلية في التنمية من خلال إنشاء العديد من المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية .

فالمؤسسة التي افتتحت بعد عام واحد من ميلادها مشروع الأسر المنتجة في صنعاء، قدمت نموذجاً إيجابياً في طرق وأساليب استنهاض همم المجتمع من الجنسين وتحويله من مجتمع فقير ومعدم يعاني من البطالة السافرة إلى مجتمع منتج ، ليس فقط بتقديم التدريب والتأهيل ، بل امتد اهتمام مؤسسة بنيان إلى تقديم الدراسات والاستشارات لمن تم تدريبهم أو تدريبهن على مهارات مختلفة لضمان جودة مخرجات التدريب وتحقيق الهدف منها ، فمولت مشاريع العشرات إن لم نقل المئات من الأسر المنتجة لتحقق نجاحاً لافتاً في نقل المشاريع الصغيرة والأصغر من الأطر النظرية إلى التطبيقية على الأرض ، فعبر قطاعات مؤسسة بنيان المعنية بالمرأة والشباب ورعاية المبدعين ، تمكن الآلاف من الشباب والنساء من الحصول على فرص التدريب والتأهيل وإنشاء مشاريع مدرة للربح ، وعبر العديد من البرامج التنموية والتوعوية وبناء وتنمية القدرات، كما تمكنت مؤسسة بنيان من إقامة دورات تدريبية للنزلاء والنزيلات في عدد من السجون ، وبادرت في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بسوق العمل ، وقدمت برامج ودورات لأحفاد بلال الذين عانوا من التهميش والاقصاء والإهمال طيلة عقود ماضية .

الكثير من المشاريع التي نفذتها بنيان في المجالات الزراعية في أودية تهامة من وادي مور وحتى وادي سهام ، شملت استصلاح الأراضي الزراعية ومساندة المزارعين في زراعة محاصيل الذرة الرفيعة والشامية والدخن عن طريق توفير مؤسسة بنيان مدخلات الإنتاج الزراعي ” كالوقود ــ ووسائل الحراثة- والبذور- وأنظمة الري ” وتمكنت من إحياء المئات من الهكتارات من المساحات الزراعية وحولتها إلى جنات مثمرة.

إن اهتمامات المؤسسة الواسعة تدل على الرؤية الصائبة والنهج الذي تمضي عليه ، فخلال الفترة القليلة الماضية نظمت بنيان دورات متعددة في مجالات استخراج خامات أحجار الزينة في محافظتي ذمار وصنعاء ، بهدف التقليل من نسبة الفاقد من محاجر البناء واستغلال أحجار البناء والزينة الاستغلال الامثل، ونظمت دورات للنحالين بهدف اكسابهم مهارات كفيلة برفع العائد السنوي لهم ورفع مستويات الإنتاجية من العسل اليمني بجودة عالية وفي مجالات تصنيع الألبان وتسويقها والتصنيع الغذائي ، وكذلك تبنت دورات تدريبية لعدد من المزارعين في صعدة والحديدة حول طرق استخراج الأسمدة من مواد خام محلية ، وفي المجالات الإدارية والتدريب والتأهيل في مجال المبادرات المجتمعية وغيرها .

إنجازات مؤسسة بنيان التي قلما تتصدر عناوين الصحافة المحلية كانت أكبر من التوقعات، ودورها التنموي والخدمي والإنساني الملموس يضع الجميع أمام قصة نجاح تكبر يوما بعد آخر لتنهي معاناة الآلاف من اليمنيين وتعزز الثقة في نفس كل يمني حر وشريف بأن اليمن ماضٍ في سبيل التحرر من التبعية الاقتصادية ، وأن عجلة التنمية التي أعاقتها الوصاية الخارجية طيلة العقود الماضية بدأت بالدوران على أسس وطنية ووفق رؤى وخطط حكيمة انطلقت في ظل التحديات الكبرى التي أوجدها العدوان والحصار ولن تتوقف إلا بتحقيق التنمية الشاملة التي ترفع شأن اليمنيين وتضع اليمن في قائمة الدول الأكثر نمواً في العالم ، فلدى الشعب اليمني من الفرص والإمكانيات الكثير وتوظيفها التوظيف الأمثل في التنمية يمثل انتصاراً جديداً للجبهة الاقتصادية .

صحيفة الثورة 11/11/2020

مؤسسة بنيان التنموية.. قصة نجاح وعطاء سابق الزمن | الثورة نت

Categories
مقالات

الأسر المنتجة تكسر الحصار الاقتصادي وتبهر المستهلكين.. «سوق الخميس صنع في اليمن»

استطلاع/ بشرى الغيلي  / لا ميديا 

وسط ساحة التحرير بالعاصمةِ صنعاء تنتصبُ أوتاد خيام سوق الخميس الأسبوعي التي تضم تحتها منتجات صُنعت بأيادٍ يمنية لأسر منتجة تحدّت الحصار الاقتصادي وتغلبت عليه بأفكارٍ راقية جدا.. عند دخولك ساحةِ السوق سيصافح أذنيك صوت عيسى الليث: «قوم شعب الجزيرة ما اعتراه اليأس.. الفرج بايجي والخير وصالي».. وتستقبلك لوحة ترحيبية بكلماتٍ كُتبت بعناية: «أهلا وسهلا بكم في سوق الخميس للأسرِ المنتجة.. منتجات بأيدٍ يمنية.. بجودة عالية.. وأسعار مناسبة».

هنا ستقف وجها لوجه مع أسرٍ تختصر قصة كفاح كبيرة تعيل بها عشرات الأسر في ظل وضعٍ اقتصادي فُرض من قبل تحالف العدوان العالمي على الإنسان اليمني للعامِ الخامس ومحاربته في أبسطِ حقوقه بالعيش الكريم.. صحيفة «لا» تجوّلت في السوق والتقت عدداً من الأسر المنتجة التي تقوم بعرض منتجاتها، وتحدث إليها القائمون على السوق وتنظيمه.. ما شد انتباهنا أن هذا السوق يضم ابن حضرموت، وابن صعدة، وبنت عدن، وبنت صنعاء جنبا إلى جنب.. لحظات تشعرك بالوحدة المتأصلة في الروحِ اليمنية دون أي تمييز، وكل منهم يأتي بما تتميز به محافظته من منتجات.. تفاصيل أكثر ضمن السياق.

اكتفاء ذاتي
ولاء صادق الجنيد (ربة بيت وخريجة كلية الإعلام قسم إذاعة وتلفزيون جامعة صنعاء)، لم تقف مكتوفة اليدين حتى تدر عليها السماء بوظيفة، بل أعملت عقلها ليخرج بفكرة جميلة، تمثلت في طريقة تركيب العطور وصناعة البخور في المنزل، تقول: قمت بعمل مشروع خاص، فالمشاريع الخاصة أفضل بكثير من أن أشتغل تحت إمرة شخص محدد أو مؤسسة معينة، أو شركة.. إلخ. فأدير نفسي بنفسي، وقد بدأت مشروعي هذا قبل 4 سنوات، منذ بداية العدوان وأنا أشتغل على تركيب العطور وطبخات البخور في البيت، وحاليا بدأت أدخل على مشروعي أشياء جديدة، وهي العُلب الكبس بالآلة.
تضيف الجنيد أن ما دفعها لهذا المشروع سببين، الأول الموهبة، والثاني تغطية عجز اقتصادي لتوفير الاحتياجات اليومية للأسرة وخلق اكتفاء ذاتي، وهنا مع سوق الخميس وعرض منتجاتنا خلاله بدأت تتغير كثيرا نظرة المجتمع للمنتج المحلي، فنحن نستطيع أن نصل لجودة المنتج الخارجي وننافسه.

العسل والتمر الدوعني
على إحدى طاولات العرض في سوق الخميس، وجدنا أشهر أنواع العسل اليمني على مستوى العالم، العسل الدوعني، وأيضاً التمور الدوعنية.
محمد سعيد الغثمي الذي يتحمل عناء السفر أسبوعيا إلى حضرموت ليوفرها لزبائنه في صنعاء، يقول: الإقبال في سوق الخميس على العسل الدوعني كبير جدا، ولله الحمد، ونحن نأتي به من مزارعنا وحقولنا في حضرموت، وعندما بدأ سوق الخميس قلت لنفسي بدلا من بيعه للخارج، أبناء البلد أولى به، ففي حال كنّا نبيع عبوة بـ75 ريالاً سعودياً، أبيعها حاليا للزبون اليمني بثلاثة آلاف ريال يمني فقط، وذلك لمساعدتهم في الحصول على هذه النوعية من العسل ذي الجودة العالية، فأبناء الوطن هم أحق بذلك.

قهر الظروف الاقتصادية
أم نصر (نازحة من عدن) تشارك في السوق بعرض أشغالها اليدوية من حقائب جلدية جميلة، ترى أن فكرة سوق الخميس ساعدتها كثيرا في التغلبِ على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها، بالنظر إلى كونها مطلقة تعيل 5 أطفال.
أما وفاء مبارك الحائزة على شهادة من منظمة وآم كسيدة أعمال متميزة، فتعرض في سوقِ الخميس مشغولاتها من الإكسسوارات، التي تمتهنها كهواية منذ الصغر، مما جعلها تتفنن في صنعها.. وتضيف وفاء أن هدفها من هذا العمل هو التغلب على الظروف الاقتصادية التي تعانيها، «والحمد لله الإقبال كبير جدا على إكسسواراتي في السوق». مؤكدة أنه لا أحد في السوق يستطيع تقليدها، لأنها تشتغلها بإضافات ليست موجودة في الأسواق، وهذا سر تميزها.

«زق زاق» للخياطة
زيد جحوش (كلية المجتمع ـ قسم التكنولوجيا) يتحدث عن مشروعه المتمثل في مشغل خياطة يحمل اسم «زق زاق»، والذي يقوم من خلاله بتدريب من لديهن الرغبة بتعلم الخياطة واكتساب حرفة من ذلك، وبعد أن يتم تأهليهن ينتجن للمركز، حيث يتم توزيع الأرباح بنسب محددة بين الفتيات والمشغل، بحسب قوله.
ويضيف جحوش: نحن اليوم نقوم بعرض منتوجاتنا من أعمال الفتيات اللاتي يعملن في المشغل.

حلويات «أم الحسين»
أم الحسين (ربة بيت)، تقوم بإعداد حلويات في المنزل بمساعدةِ بناتها، وتعرضها في سوقِ الخميس، تقول: أهوى صناعة الحلويات منذ الصغر، ومع الأوضاع الاقتصادية حولتها إلى حرفةٍ تساعدني في تأمين احتياجات عائلتي في هذه الظروف الصعبة.
وتمدحها إحدى زبوناتها بالقول: ما يميز أم الحسين أنها تسعى لتطوير حرفتها وتبهر من يأتون لشراء حلوياتها، فكل يوم بمذاقٍ مختلف.

«أشغالي» لتحسين حياة أسرتي
نور محمد (ربة بيت)، التي تحمل منتجاتها من التحف والهدايا مسمى تجارياً هو «أشغالي»، تشير إلى أن ما دفعها لعرض منتجاتها في سوقِ الخميس، هو الوضع الاقتصادي للوطن بشكلٍ عام، والأسرة بشكلٍ خاص، وما كانت تعانيه أسرتها بعد خروج زوجها من المصنع الذي كان يعمل فيه.
ووجهت نور شكرها للقائمين على فكرة سوق الخميس، لأنها ساعدتها كثيرا في تحسين وضعها، حيث كانت في البداية تضع مشغولاتها في محل خاص بشقيقها.

زيارة واحدة لا تكفي
أثناء تجوالنا في سوقِ الخميس، وجدنا إحدى المستهلكات (أم رضوان) تعود إلى قسم المنظفاتِ مرة أخرى، فسألناها عن السبب، فقالت: اشتريت شامبو الشعر في المرةِ السابقة، وعندما وجدناه ممتازاً جاءتنا الرغبة بتكرار شراء المنتج، كذلك المنظفات لا تقل عن جودة المنظفات الخارجية.
أما غادة علوس (صاحبة مخبز)، فقد وجدناها في قسم الطحين المركب من الحبوب التي يتم زراعتها محليا، تقول: الطحين المركب صحي وذو جودة عالية، كل شيء أقوم بإعداده من هذا الطحين يكون له مذاق خاص وشكل رائع، سواء الكعك، أو الملوج.. وكنت قد اشتريت كمية قليلة منه للتجربة، وبعد أن جربت جودته عدت مرة أخرى لأشتري كميات كبيرة منه.
عبدالفتاح المداني (رب أسرة)، يتردد هو الآخر على سوقِ الخميس كل أسبوع لشراء ما تقوم بإنتاجه الأسر المنتجة، فهو يعتبر ذلك تشجيعا لها ودعماً للمنتج المحلي، الذي يتمنى أن يتطور أكثر لينافس المنتج العالمي.
ودعا المداني للاهتمام بالسوقِ من قبل وسائل الإعلام، وتسليط الضوء عليه لكي يزداد الإقبال، بما فيه من تشجيع للأسر المنتجة على الاستمرارية.

الطحين المركب والأمن الغذائي
أثناء تجوالنا في السوق لاحظنا عديد المستهلكين يترددون على طاولة عرض الطحين المركب والمنتج محلياً، فتحدثنا عن هذا المنتج مع المهندس عبدالله النمري (مختص الهندسة الزراعية في مؤسسة قنوان للتنمية والخدمات الزراعية)، حيث يقول: مؤسسة قنوان تهتم بالجانب الزراعي بشكل كبير جدا، وتعمل في إطار ترجمة توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي للوصول لمرحلةِ الاكتفاء الذاتي.
ويضيف: الطحين المركب واحد من ضمن مشاريعنا الزراعية الكثيرة، ويدخل ضمن الأمن الغذائي، حيث وجدنا أموالا طائلة تدفع في الحصول على الطحين المستورد، وهذا الشيء سبب الكثير من الأعباء على الاقتصاد الوطني، كما أن ما يدخل إلينا يحمل أضرارا كبيرة، بخاصة الدقيق الأبيض الذي قد يعطل عمل البنكرياس، ويؤدي إلى السكر وغيره من الأمراض، ولذلك قمنا بإعداد جملة من الخطط الصحية والاقتصادية، بحيث يتم دعم المزارعين وتشجيعهم للعودة إلى الزراعة وتفعيل الجانب الزراعي على مستوى اليمن.
أما عن أنواع الحبوب التي تدخل في الطحين المركب، فيقول النمري: الطحين المركب هو عبارة عن تركيبة من الحبوب التي تزرع في اليمن مثل القمح والذرة الحمراء والبيضاء ونسبة قليلة جداً من الدقيق، ويتم تركيبها من قبل متخصصين ودكاترة في جامعةِ صنعاء في جانب علوم وتقنية الأغذية، وقمنا بـ60 تجربة، وهذه التجربة رقم 1.
ويستطرد: نقوم بعرض منتجنا المحلي في سوقِ الخميس كنوعٍ من التعاون بين مؤسستي قنوان وبنيان، بحيث يتم دعم الأسر المنتجة وتشجيع المزارعين على العودة للزراعة لخلق الاكتفاء الذاتي في ظل الحصار الاقتصادي للعامِ الخامس على التوالي.

تنوع في المنتجات
عن فكرة سوق الخميس لعرض منتجات الأسر المنتجة، ودور مؤسسة بنيان في دعم الأسر المنتجة تحدثت لـ»لا» أروى حميد الدين (نائب المدير التنفيذي للمؤسسة لشؤون المرأة) بالقول: تسعى بنيان لإعانة الأسر المنتجة عبر تقديم دورات تدريبية في عدةِ مجالات، وذلك من أجل أن يكون لهن حرفة تدرّ عليهن دخلا وتعينهن على الاكتفاء الذاتي، وتستهدف بالدرجةِ الأولى أسر الشهداء والأسرى والمفقودين، واللواتي ينفقن على أسرهن وبيوتهن.
وتضيف: من خلال سوق الخميس حرصنا على التنويع في المنتجات عبر اختيار المتفوقات في حِرَفهن، وإبداء الملاحظات والتعديلات التي على الأسر العمل عليها، وإن استلزم الوضع، فلديهن الفرصة لطلب دورات متخصصة لتطوير مهاراتهن في مجالِ منتجهن.
عن الصعوبات التي تواجه مشروع سوق الخميس والحلول المستقبلية لتجاوزها، تقول حميد الدين: منذُ انطلاقةِ فكرة السوق، والإعلان عنها، أقبلت العديد من الأسر المنتجة على التسجيل وحجز طاولات للبيع عليها في السوقِ، وكل أسبوع تأتينا أسر جديدة للتسجيل، وهذا يستوجب توسيع مساحة السوق في ساحةِ التحرير، وهو ما نسعى إليه بإذن الله بالتعاون مع مديريةِ التحرير وأمانة العاصمة.
وتواصل: كما أن من التحديات متابعة جودة المنتجات للارتقاء بجودة التصنيع المحلي وكسب ثقة المستهلك، لذا فقد اتفقنا مع أخصائية جودة لتنزل إلى السوق في كل خميس وتتفحص جودة الأطعمة وتبدي ملاحظاتها للأسر، وتنبههن للالتزام بالمعايير لضمان استمراريتهن في السوق بحيث من تخالف التعليمات سيتم استبعادها من السوق، وبحمد الله كانت الاستجابة عالية منهن، بل نجد في كل أسبوع كثرة التنويع والإبداع.. أما في ما يتعلق بالمنظفات والتصنيع الغذائي، فقد بادرت مؤسسة بنيان بالاتفاق مع وزارة الصناعة والتجارة وهيئة المواصفات والمقاييس لإيجاد آلية لضبط الجودة لهذه المنتجات، وقريبا سوف تحدد المعايير بالتعاون وتضبط آلية الفحص لاعتمادها وتعميمها على الأسر للالتزام بها.

زوار السوق في تزايد
غدير الحوثي (متطوعة في السوق) تقول: بدأ سوق الخميس في أواخر 2019، حيث كان لدينا المعرض الدائم للأسر المنتجة، ولبعد المكان الأول اقترحت ضابطة المشروع أروى الضياني فكرة «سوق الخميس»، فتم اختيار المكان والموقع ليكون قريباً من الجميع للأسر المنتجة وللزوار.
وعن مدى الإقبال على السوق تقول: كل خميس يزداد الزوار عن الذي قبله، ويصل العدد بين 700 و800 زائر، ومعظم الأسر تعود وقد باعت منتجاتها.
أما أكثر المنتجات إقبالاً عليها، فتقول الحوثي: المنظفات المصنّعة محليا، والمأكولات التي يتم إعدادها من قبل الأسر، وانضمت إلى السوق مؤخرا مؤسسة «قِنوان» المتخصصة في إنتاج الطحين المركب.

إيجاد آلية مشتركة لفحص المنتج
عبير المغلس (مختصة فحص الجودة في سوق الخميس)، تتحدث عن أسلوب وآلية عملها بالقول: في 2019 كنا نواجه صعوبة في فحص منتجات الأسر التي تقوم بإنتاج منتجاتها في المنازل، وبالتالي كنّا نركز أن يكون المنتج خالياً من الشوائب، كذلك الأشكال المتعارف عليها بين الزبائن، ونقوم بضبط جودة حسي كــ(الطعم، والشم) بالنسبة للمأكولات التي تقوم الأسر بإعدادها.
وتضيف: أما في 2020 فقد غيرنا تلك الآلية، بحيث نقوم بفحص البيت الذي يتم فيه إعداد تلك المأكولات، والتأكد من نظافته، والأدوات التي يتم استخدامها.
وتستطرد المغلس بأن الفحص الحسي غير كافٍ هنا، لأنه يركز على الأشياء الظاهرية، أما من ناحية المنتجات الحساسة كالعصائر، والمربى بأنواعها، والمنظفات، فقد أشعرنا الأسر التي تريد أن تعرض منتجاتها في السوق وطالبناها بأن تأتي لنا بشهادة أو تقرير فحص يثبت أن هذا المنتج تم فحصه من قبل هيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة، إلى أن نوجد آلية مشتركة مع الجهات المختصة.
وتبقى مقولة «شعب يأكل مما يزرع، ويلبس مما يصنع» متجسدة هنا في سوقِ الخميس، بل هي صفعة قوية على وجه تحالف العدوان الذي يسعى لتركيع اليمنيين وإذلالهم في مصدر قوتهم ودخلهم من خلال قصف المزارع والأسواق، وحصار البلد اقتصاديا، إلا أن اليمنيين معروفون منذ القِدم بأنهم لا يركعون ولا يستسلمون لغازيهم مهما جارت عليهم الظروف، لأن لديهم القدرة على التكيف مع كل الظروف الصعبة، بل قهرها بالخلق والإبداع، ويحولون الشراب المر إلى مستساغٍ للشاربين.. فقط هي دعوة عبر «لا» لزيارة السوق وتشجيع المنتج المحلي من قبل الجميع، وبهذا نكون يدا واحدة لا يكسرها الحصار؛ بل يزيدها قوة ومتانة.

Categories
مقالات

الأسر المنتجة تحول التحديات إلى فرص… قصص نجاح أثمرت 250 منتجا يمنيا خالصا

بشرى الغيلي/ لا ميديا –
ويل لشعبٍ يأكل مما لا يزرع، ويلبس مما لا يصنع… مقولة شهيرة ضمن برنامج «خيرات» الذي تتبناه مؤسسة «بنيان» التنموية، ووفرت للكثير من الأسر التي تتمتع بمهارة وإبداع المعرض الدائم للأسر المنتجة، وساعدتها على عرض منتجاتها لتكتسب مهارة في فن تسويق منتجاتها. ونعرض هنا بعض أبرز قصص النجاح التي أحرزتها الأسر المنضوية في هذا البرنامج. فالخياطة «أم مختار»، وهي ترجمة عملية لهذا النجاح، بلغت أرباحها خلال عام ونصف 3 ملايين ونصف وتعمل تحت إدارتها 40 خياطة يُعلن 40 أسرة. أما «حياة»، صانعة الحلويات، فقد ساعدت نفسها وعائلتها مادياً، وهي بالأساس تربوية، ومع انقطاع المرتبات فكّرت بمنحى آخر غيّر لها مجرى حياتها… «لا» زارت المؤسسة والتقت المختصين هناك. تفاصيل شيقة للقارئ الكريم ضمن السياق التالي.
أسر عصامية
تدخل إلى المكان فتشعر بقيمة الإنسان اليمني الذي سيعيدُ مجد آبائه عبر هذه الأيدي الماهرة الصنع. لم أتوقع أن أشاهد في هذا المعرض منظفات محلية الصنع تم تركيبها من خلال الاستعانة بكيميائيين لضمان جودتها، وهي بديل الكلوركس والكلين والصابون… وغيرها. كذلك ملابس جاهزة لمختلف الأعمار متقنة وتنافس السوق بقوة. أما الحلويات فلها حكاية في عالم المذاق. كذلك الإكسسوارات والحقائب الجلدية، وقسم التراث الصنعاني… تستطيع القول بأنك في مولٍ تجاري متكامل الأركان، ميزته أن منتجاته صُنعت وأتقنت بأيد محلية لأسرٍ تحدّت الفقر والحاجة ولم تقف مكتوفة الأيدي، فانتقلت من وضعٍ إلى وضع أفضل، كما عبّر عن ذلك محمد الوجيه، مدير العلاقات العامة والإعلام بمؤسسة بنيان… “المعرض الدائم للأسر المنتجة” تقف خلفه مؤسسة بنيان التنموية، وتُقدم الدعم لكل أسرةٍ فضّلت الاكتفاء الذاتي وتغيير واقعها إلى الأفضل، كما تساهم بتشغيل الأيدي العاطلة عن العمل وإيجاد فرص عمل لكثير من الفتيات اللواتي يقمن بإعالة أسر كانت تعاني اقتصادياً نتيجة العدوان والحصار لتغدو اليوم مكتفية ذاتياً معتمدة على نفسها.
40 خيّاطة معي يعلن 40 أسرة
تميّزت “أم مختار” فوزية الغليسي بمشروعها الذي تحدثت عنه لصحيفة “لا” قائلة إن أرباحها من الخياطة بلغت خلال أكثر من عام ونصف أكثر من 3 ملايين ونصف، ومن خلال ذلك المبلغ سددت ديونها وساعدت أسرتها، كما تعمل معها 40 خيّاطة يُعلن 40 أسرة. تقول إن اسم منتجها “التحدي” وهو اسم تجاري يميّزه… “من خلال المشروع قررت أن أنهض بنفسي من أزمة الحرب والحصار وأعتمد على خبرتي وأكتفي اكتفاءً ذاتياً، أنا أو البنات العاملات معي، ونساند رجالنا في الجبهات”. وتضيف أم مختار أنها تقوم بجمع البنات المحتاجات واللواتي يعانين من قلة الدخل حيث أوجدت لهن فرص عمل. وتؤكد أن أكبر دعم لها كخيّاطة هو توفير مؤسسة بنيان للمعرض الدائم، وتهيئة المكان لعرض منتجاتهن، وأن هناك أمهات لديهن منتجات وتنقصهن خبرة التسويق، بينما ساعدتهن المؤسسة كثيراً. تقول أم مختار ممتنة: “صرتُ أعيل أسرتي واكتفيت ذاتياً، فأنا أعيل 12 شخصاً بعائلتي لأن عيالي كلهم بالجبهات، وزوجي حارس مدرسة متطوع”. وتتمنى أم مختار أن تصير منتجاتها اسماً تجارياً كبيراً في عالم الملبوسات، وأن يتطور مشروعها لتقديم منتجها للتجار من خلال التسويق، وأن ينمو ويكبر معملها الذي يتكون من 3 ماكينات خياطة حديثة فقط، بينما تعمل الـ40 فتاة كل واحدة بماكينتها اليدوية الخاصة في بيوتهن، ونجاحها من نجاح هؤلاء الفتيات. تختم: “رجالنا انطلقوا للجبهات ونحن اتجهنا للاكتفاء الذاتي وكل ذلك بعد الله يعود الفضل فيه لمؤسسة بنيان، فأنا خيّاطة منذ 25 سنة وكنت توقفت 10 سنوات من العمل حتى سمعت بوجود المعرض الدائم للأسر المنتجة الذي غيّر حياتي وحياة 40 فتاة للأفضل”.
 التربوية صانعة الحلويات 
مشروع آخر من مشاريع الأسر المنتجة تميز بصناعة الحلويات والمعجنات، ورائدته هي حياة الحماطي، التربوية التي تقول لصحيفة “لا” إنها كانت تستهويها صناعة الحلويات واشتهرت بها بين أفراد العائلة والصديقات، وهي في الأساس تربوية ومع انقطاع المرتبات فكّرت بمصدر دخل لها ولأفراد عائلتها من خلال مهنةٍ تتقنها، وهي صناعة الحلويات، وبتشجيع ممن حولها بأن تعمل مشروعاً في مجال الحلويات. تضيف الحماطي: “كنتُ أعمل في البداية لتلبية طلبيات خاصة للأعراس، فتأتي إليّ العروس وتطلب مني عيّنة فأعمل لها البيتزا، والكرواسان، والسندوتش، والكب كيك، والتشيز كيك، والبيتفور… وأريها الطبق وأحدد لها قيمته، وأيضاً أزوّد بعض البقالات في الحارة بالبيتفور والشوكولا التي لقيت إقبالاً كبيراً، وأعمل لصديقاتي وللأهل، وبعد انقطاع المرتبات فكّرت باتخاذ ذلك كمهنة أساسية، فشجعني كل من حولي ممتدحين حلوياتي وحاثين على أن ترى النور. وحالياً الحمد لله لقي ذلك إقبالاً كبيراً والزبائن شجعوني، فالذين يأخذون مني يعودون إليّ مرة أخرى، وكل ذلك كان مجهوداً شخصياً وبإمكانيات بسيطة، وإلى الآن لا يوجد لديّ معمل، وبدأت بالشغل في البيت أنا وبناتي وبنات أخي، وبعد فترة زارتني إحدى الصديقات وقالت لي إن مؤسسة بنيان فتحت معرضاً للأسر المنتجة، وشجعتني أن أقدم مشروعي هناك. وبدورهم رحبوا بي واستقبلوني ولقيت حلوياتي إقبالا أكثر من ذي قبل منذ افتتاح المعرض في رمضان العام الفائت كنقطة بيع لمنتجاتنا”. وتؤكد الحماطي أن ذلك عاد عليها بمردود كبير وتقول: “في البداية كنت أعمل على مستوى بيتي فقط، وحاليا توسعتُ أكثر والحمد لله من خلال المعرض الدائم للأسر المنتجة”. وتطمح الحماطي إلى افتتاح معمل حلويات كبير يضم المحتاجات للعمل ويتدربن فيه على صناعة الحلويات.
خدمات بلا مقابل
للتوضيح أكثر حول الجهود المبذولة لتحسين وضع وأداء الأسر المنتجة التقت “لا” عبدالكريم الديلمي، مدير التخطيط والجودة بمؤسسة بنيان، الذي قال: “نحن نقوم بالإعلان عبر صفحتنا بالفيس بوك للراغبين من الأسر المنتجة في الانضمام للمعرض الدائم، ولدينا تسهيلات وخدمات تقدم بصورة مجانية لكل أسرة ترغب بالانضمام، من ضمنها تدريب، وترويج، وتسويق للمنتجات التي تنتجها الأسر. وقد لاحظنا أن أكبر معضلة للأسر المنتجة هي تسويق منتجاتها، والدليل أن الأسر المنتجة كانت تروّج لبضاعتها عن طريق الدلالة من بيت إلى بيت، أو حتى في التجمعات النسوية، واكتشفنا أن كل أسرة منتجة لديها مخزون كبير من مختلف المنتجات متوفرة في البيت غير قابلة للتصريف، وأول ما فتحنا المعرض الدائم قدمت 350 أسرة وبعثوا بكل منتجاتهم وبيعت كلها خلال سنة وشهرين فقط من افتتاح المعرض وبعائد وصل إلى 250 مليون ريال. فالقصد أن مؤسسة بنيان تقدم الحلول، لأن الأسر المنتجة لا تستطيع التسويق لذاتها بالصورة المطلوبة، ونحن الآن بصدد تحويله إلى بيت الأسر المنتجة، وسيكون ذلك بعد التجهيزات، وسيعلن عنه رسميا في مطلع 2020، وسيكون مهيأ لكل ما يخدم ويدعم الأسر المنتجة، وإذا كان هناك قروض بيضاء فهي ستكون عبر بيت الأسر المنتجة، وأي أسرة منتجة مُرحب بها، من كل الفئات، لا نميز فئة عن فئة، وسيكون للجميع وفي كل الأوقات، يقدم خدماته الكبيرة والمتميزة بدون أي مقابل”.
ويضف الديلمي: “لا يوجد شرط محدد لقبول الأسر المنتجة، فالشرط الوحيد أن تكون منتجة وتقدم منتجاتها بالمعرض، ومادامت منتجة فالمعرض مفتوح لها بأي وقت، وهناك فرق بين المشروع الصغير، والأسر المنتجة، فالتمكين الاقتصادي موجه نحو الأسر المنتجة والقروض البيضاء التي يمكن أن تُمنح، فهناك الكثير من الأسر المنتجة تفتقر لتكاليف المواد الخام، وقد تكون لديها ماكينة متقادمة، ونحاول مكننة الإنتاج لنحصل على الجودة، فأحياناً تأتي للمعرض صفقات بملايين ولا تستطيع الأسر تغطيتها، لأن الإنتاج يدوي، وإن شاء الله سيوفر بيت الأسر المنتجة ماكينات لتلبي أكبر قدر من الإنتاج، ليشعر الناس أن بإمكانهم الحصول على منتجات محلية بكل أماكن التسوّق، فحاليا النطاق محدود، ولدينا فقط أكثر من 6 نقاط بيع منتشرة، لكنها لا تكفي، ونسعى لتوسيعها على مستوى المحافظات”.
ويتابع الديلمي: “مؤسسة بنيان تهتم بدعم المشاريع التي تحقق هدفاً استراتيجياً وطنياً، وتساعد في التخفيف من الاستيراد، فأي منتج يتم استيراده بكثرة نوفره محليا، وأي منتج لا يتوفر محليا، نحاول توفيره وبجودة عالية، وأخيرا فإن المشاريع التي لها أولوية لدينا هي التي تحقق أمناً غذائياً، أو تخفف من الحاجة إلى الاستيراد، أو نحاول إيجاد بديل محلي يضاهي بل ينافس المنتج المستورد، ويتم مراقبة نجاح ذلك من خلال ما يقدمونه بالمعرض، فمثلاً تقدم أسرة 4 ـ 5 فساتين يتم تدوينها باستمارة وأخذ البيانات كاملة عن الأسرة وعن الاسم التجاري الخاص بهم، وحاليا لدينا 250 اسماً تجارياً داخل المعرض الدائم. من قبل لم تكن هناك أسماء، لأن منتجاتهم كانت تباع من البيت وبصورة شخصية”.
سباق الجودة
 أسرٌ أبدعت في إنتاجها، وانعكس ذلك عليها من خلال البازارات والمناسبات التي تقدم عبرها منتجاتها، فيقولون لهن: أنتن مفخرة لنا يا أسر اليمن، ومنتجاتكن أفضل من المنتج الخارجي… هذا ما تؤكده أروى حميد الدين، نائب المدير التنفيذي لشؤون المرأة في “بنيان”. وتضيف: “وجدنا أن بعض الأسر توجهت لوزارة الصناعة والتجارة للحصول على سجل تجاري يحفظ لها حقوق المنتج، إلا أن الغالبية العظمى منهن لا تزال تجهل بهذه الإجراءات، وهذا الأمر استدعى منا التواصل مع الوزارة ومعرفة خدمات السجل التجاري، كي نجتمع بهن ونوضحها لهن ليسارعن في الحصول عليه، بعد معرفة حقوقهن وواجباتهن التجارية”. كما تضيف حميد الدين أن استراتيجية المؤسسة هي الارتقاء بالمنتج اليمني بحيث تصل معايير جودته إلى المستوى الذي يؤهله أن يضاهي المنتج المستورد إن لم يتفوق عليه، والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن المنتج الخارجي، والارتقاء تدريجياً لمرحلة التصدير، والتوعية بأهمية الاكتفاء الذاتي والمنتج الوطني والاعتزاز به، والتأكيد على أهمية الجودة والإتقان للمنتج من باب “إن الله يحب أن إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، ثم متابعة الجودة لضمان الترويج. أما من ناحية الترويج للمنتجات فتقول حميد الدين: “هناك مشاريع تمت دراستها في مؤسسة بنيان تضمن رواج منتجات الأسر، كتوفير مساحة لهن في سوق أسبوعية وفي منطقة حيوية تكون قوة الشراء فيها عالية، أو في نقاط بيع بأسواق يكون فيها الإقبال عالياً”. وعن مراقبة نجاح المشاريع تقول: “المعيار الأكبر هو نسبة المبيعات والتي تدل على رضا المشتري، والخضوع لمعايير وشروط إدارة المعرض الدائم من حيث الجودة والإتقان، فحين نستبعد بعض المنتجات بعد توضيح الأسباب تسعى الأسر جاهدة لتطوير منتجاتها حسب المعايير المطلوبة، وتلتحق بدورات ضبط الجودة فيما يتعلق بالتصنيع الغذائي، وهكذا تضمن بيع منتجاتها”.
جائزة بنيان 
أحلام الضياني، ضابطة المشروع، تقول إن عدد الأسر المشاركة في المعرض بلغ 473 أسرة منتجة، وكل أسرة تندرج تحتها عدة أسر، مثلاً منتج “التحدي” يندرج تحته 10 أسر، و”الفخامة” وغيرهما. أما من ناحية الشروط الواجب توافرها تقول الضياني: “في الوقت الحالي سيتم التقييم من خلال جائزة بنيان للأسرة التي تلتزم بالمعايير كانضباط الأسرة بالمنتج، الجودة، والخامة، تنسيق الألوان… أما مراقبة المنتجات فمن خلال فحصها قبل العرض من قبل متخصصين في هذا الجانب”.
وتختم أروى الضياني بأن البضاعة لا تدخل إلا بعد فحصها والتأكد من جودتها، وتم مؤخرا إدخال نظام “الكاشير” لتسهيل عملية البيع، وحاليا تستعد المؤسسة لإقامة سوق الخميس بحيث تعرض كل أسرة منتجاتها في ذلك اليوم المخصص ويتم دراسة المكان الذي سينفذ فيه المشروع.
رابط التقرير :
http://laamedia.net/news.aspx?newsnum=29364#
Categories
مقالات

الأسر اليمنية المنتجة في مواجهة عنجهية العدوان ووحشيته..

صحيفة الثورة / ايمان الحنظلي

نساء اليمن ينقلن للعالم صورة مشرفة عن الصمود الاسطوري بامتلاكهن مشاريع خاصة ومنتجة رغم الحصار الجائر.
تتجه الأسر اليمنية إلى ميادين العمل والانتاج بفعل التوجه السياسي الجاد والمشجع على تهيئة الظروف لخلق بيئة اقتصادية قوية, تمكن اليمن من الاعتماد الذاتي على قدراته الصناعية والإنتاجية, وإفشال ورقة الحصار الشامل التي يستميت بها العدو لينال من صمود الشعب, وينهب ثروات وخيرات الجمهورية اليمنية, ما دفع نساء اليمن الحرائر إلى كسر شوكة العدوان الغاشم في الالتحاق بدورات التدريب التأهيلية، وتكثر المراكز التخصصية التي تستوعب كل طاقات المجتمع التي بلغت بفضل الله تعالى, وفضل قائد الثورة مرحلة عالية من الوعي الديني والمعرفي لدى الأفراد ومسؤوليهم في كافة مفاصل الدولة.
“الثورة” أجرت الاستطلاع التالي.. فإليكم الحصيلة:

مديرة مركز خيرات لتدريب وتنمية الأسر المنتجة سلمى عبدالله الأشموري توكد على أهمية المرحلة التي تمر بها اليمن في ظل عدوان ظالم يستهدف بصورة مباشرة الانسان، وتركيزه على المرأة اليمنية التي تمثل أساس المجتمع، مستخدما سلاح هدم البنية الاقتصادية ومقومات الحياة في اليمن بصورة عامة، يرافقه حصار خانق براً وجواً وبحراً، لينال من صمود الشعب اليمني الذي نفض غبار الذل والهيمنة، منطلقاً من رحم المعاناة إلى سماء الابداع والاعتماد على الذات.. مضيفة إن مركز خيرات يقوم بتنمية مهارات النساء في التصنيع الغذائي والمنزلي ونشر ثقافة الاكتفاء الذاتي للمساهمة في إكساب الأسر الفقيرة مهارات الصناعات الحرفية، وتنمية النساء ذاتيا ما يقلل نسبة الامية لدى النساء في القراءة والكتابة ويساهم في بناء الاقتصاد الوطني من منطلقات عملية وعلمية، وعلى هذا الاساس قام بتخريج ما يقارب 2000 متدربة في مختلف مجالات التنمية الذاتية والتمكين الاقتصادي.
وعددت الأشموري الانشطة التي ينفذها المركز في التصنيع المنزلي، الغذائي، المنظفات، إعادة التدوير المنزلي، تصنيع البخور والعطور، النقش والكوافير، الاشغال اليدوية، الخياطة بكل مستوياتها، صناعة الاكسسوارات وحياكة أحزمة الجنابي، تدريس القرآن الكريم وعلومه ،حاسوب ولغات، توعية صحية وتربوية، اسعافات أولية، وبناء قدرات ومهارات شخصية.
وقالت: الاقبال على الالتحاق بالمركز من قبل المتدربات كبير وفي تزايد مستمر, وأيضا المتطوعات والمدربات اللائي يبدين رغبتهن واستعدادهن للتطوع في مجالات معينة في المركز ما جعلهم يوسعون من الانشطة ويقومون بفتح مجالات متعددة لتلتحق بها أعداد كبيرة من النساء والفتيات, كما تضيف إنهم في أحيان كثيرة في المركز يقومون بمساعدة المتدربات لاكتشاف ميولهن وما يناسب قدراتهن الذاتية, ويقدمون النصح لهن وفق ذلك بالدورات التي يمكن الاستفادة منها ويكتفين ذاتياً في المنزل عبر أنشطة ناجحة ذات مردود سريع مثل المعجنات والتصنيع الغذائي والخياطة, كما يقومون بتدريب المدربات اللائي سيدربن بدورهن الكثير من الأسر.
مشروع الحاضنة
وتشير سلمى الأشموري عن مشروع الحاضنة بقولها: هو مشغل انتاجي يحتضن الأسر المتخرجة من المركز بعد أن يتلقين تدريباً مكثفاً بالمركز لمدة ثلاثة أشهر, وبعد التقييم يتم الاختيار لتطوير مهاراتهن في الخياطة وفي هذه الحالة يكون هناك تطوير وانتاج في ذات الوقت, وفي الحاضنة تستمر المتدربة ستة أشهر تكتسب الخبرة وتطور من عملها وتقوم بالإنتاج, خلال هذه المدة تكون المتدربة قد جمعت لها مبلغا من المال يساعدها في إنشاء أو فتح مشروع خاص بها, ولن ينتهي دور المركز عند هذا الحد فعند الطلبيات الكثيرة من الحاضنة سواء من المدارس, المستشفيات, المعامل, أو السوق بشكل عام والحاضنة لا تستطيع أن تغطي الطلب, سنستعين بتلك المتخرجات لتلبية جزء من تلكم الطلبيات للاستفادة منهن وإفادتهن.
تطوير المهارات
وعن تقييمها لإنتاج الأسر اليمنية اشارت إلى انه لا يزال يحتاج إلى التطوير المستمر وهو ما يستدعي منهم كمركز السعي إلى تطوير أداء ومهارات وعمل الأسر المنتجة لمنافسة المنتج الخارجي.
وهو ما تتمنى أن يتم فتح معامل جماعية في مختلف المجالات لاستيعاب المتخرجات من المركز، لتوحيد العمل والجهود وتوفير الامكانيات والتركيز على الجودة والعلامة التجارية، بعد أن يتم إلحاقهن في دورات تخصصية في التسويق وفي كيفية ضبط الجودة الخ.
وتضيف: هناك خطط لعمل مشاريع انتاجية لتمكين المركز من الاعتماد الذاتي تقوم على هدفين، الأول تشغيل الأسر المنتجة في المعامل، والثاني توظيف جزء من العائد لمتطوعات المركز.
كما تطمح إلى أن يكون للمركز فروع في كل مكان نتيجة الحاجة المجتمعية والأسر الراغبة في الالتحاق بالدورات المهنية والحرفية وتأتي إلى المركز من كل مكان.
في بني مطر تجربة
وأطلعتنا مديرة مركز خيرات عن تنفيذ المركز أنشطة تدريبية خارج أمانة العاصمة والقيام بأول تجربة في مديرية بني مطر، بقريتي “الحرف” و”جوهر” وافتتاح مركزين بعد أن تمت دراسة احتياجات المجتمع، وعمل خطة لتنفيذ ذينك المشروعين وفقا لاحتياج المنطقة هناك.
وحاليا تقول: لدينا العديد من الطلبات من مناطق كثيرة في اليمن كبني حشيش في محافظة صنعاء، ومن صعدة وغيرها من المحافظات والمناطق اليمنية.
وتوجه رسالة للنساء اليمنيات قائلة: فتح المراكز ليس بالأمر الصعب فمؤسسة بنيان لديها رؤية واسعة لمساعدة الناس في المجتمع والنهوض به اقتصاديا, لذا على كل النساء في المجتمع اليمني التحرك والبحث والحث على التدرب في مختلف المجالات, واكتشاف مهاراتهن, وسيجدن الدعم والمساندة لفتح المراكز والمعامل الانتاجية بجهود المجتمع المتفاعل, البلد محتاج لنا في هذا الوقت الذي يتعرض فيه لأطماع المستعمرين, وتدمير بناه التحتية والحياتية, وحصار مطبق على منافذنا البرية والبحرية والجوية, العدوان يفرض علينا أن نستنفر كل قوانا الداخلية والإبداعية والصمودية لمواجهته بالعلم والعمل, وتحمل مسؤولياتنا تجاه ديننا ومجتمعنا ووطننا.
صناعة محلية
في الواقع العملي تجربة وثمار تتحدث عنها المدربة رقية محسن المحاقري قائلة: أدرب مئات النساء في قسمي المعجنات والتصنيع الغذائي وكيفية صنع العصائر المركزة كعصير الكركديه والزبيب والمانجو والبرتقال وغيرها، والمربيات مثل مربى الجزر والتفاح، ومنتجات مشتقة من الطماطم، مثل صلصة الطماطم والشطة والكاتشب، وكذلك مكعبات مرقة الدجاج والجبن والطحينية، وغيرها من المنتجات الطبيعية الخالية من المواد الحافظة، ما يتيح للمتدربات ايجاد مشاريع صغيرة مدرة للدخل بهدف الاكتفاء الذاتي، وبما يعود على الفرد والمجتمع بالفائدة.
وتضيف المحاقري قائلة: نقوم بتدريب النساء بمختلف مستوياتهن العلمية أو من غير المتعلمات، ونستهدف جميع الأعمار من كبار السن أو الشابات، لنجد تفاعلاً بأهمية اكتساب المهن والحرف والتمكين الاقتصادي، نتيجة ارتفاع مستوى الوعي لدى المجتمع، وبما يمكن الكثير من خريجات المركز افتتاح مشاريع صغيرة تعود عليهن بالفائدة في ظل قطع العدوان للرواتب.
سلاح المرأة الاقتصادي
ولكون المرأة عرضة لتغييرات في حياتها كالمطلقات والأرامل، اللائي يجدن صعوبة في ايجاد مصدر مدر للدخل، أو يجدن أنفسهن في حالة ضعف، تلفت المدربة المحاقري إلى أنه من المهم أن تكتسب المرأة مهناً ومهارات عالية في هذا الظرف الذي يمر به بلدنا الحبيب لتساعد أسرتها بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
وتقول: وجدت أغلب المتدربات يطلبن المزيد من المعرفة، بما فيهن النساء من كبار السن، لمست سعادتهن وحبهن للتعلم، رغم مشقة حضورهن لبعد المسافة وكبر سنهن، فمنهن من قامت بفتح مشروع خاص، ومنهن من اكتفين ذاتيا داخل منازلهن.
وهنا تقول نائبة مسؤولة التدريب في المركز فاطمة محمد المؤيد: عند تلك اللحظات التي نجد فيها تخرج 2000 متدربة، نجني ثمار الجهود المبذولة، هذه الآلاف ستنطلق في المجتمع لتنميته وبنائه، تحركن من منطلق الشعور بالمسؤولية، كخلية النحل يعملن دون كلل أو ملل، ولم يقتصر عملهن على التعلم فقط بل حاولت كل متدربة أن تخرج من المركز ولديها الطموح في اقامة مشروع خاص بها.
واختتمت المؤيد حديثها قائلة: انها لا تكتفي المتدربة بما حصلت عليه من اكتساب للمهنة أو العمل، بل ان عليها الرقي إلى مستوى أعلى، لتساهم في تقدم الوطن وتفيده بكل ما لديها من خبرات.
الاكتفاء الذاتي
من جانبها استعرضت المتدربة رقية هاشم الشريف تجربتها العملية في المركز قائلة: تدربت على صناعة الصابون والمنظفات، مثل سائل الصحون كلوريكس، ديتول، شامبو، غسيل جسم ويدين، ملمع الزجاج، وغيرها من المنظفات، وهدفي بعد أن اتممت دوراتي التدريبية في مركز خيرات أن أبدأ بمشروعي الخاص، وأوفر فرص عمل للأسر المستضعفة، في ظل هذا الوضع الذي نواجه فيه عدواناً غاشماً وحصارأً ظالماً، يفرض علينا ديننا وواجبنا الوطني التحرك والسعي نحو الاكتفاء الذاتي، وان نصنع من التحديات فرصاً للإبداع والتنمية.

http://althawrah.ye/archives/583917

Categories
مقالات

نائب المدير التنفيذي في حوار لـ 26 سبتمبر : ننفذ مشاريعنا برؤية الاستثمار في التنمية بدعم وشراء المنتج المحلي

نائب المدير التنفيذي لـ 26 سبتمبر:

  • لدينا عشرات المشاريع الإغاثية والتنموية وتوجهنا الأساسي هو في الجانب التنموي

  • نعمل على تحويل الأسر التي تتلقى المساعدات الى أسر منتجة ذات مصدر دخل

  • لدينا خطة طموحة في الجانب الزراعي سيتم إطلاقها خلال الأيام القادمة

  • خطة المؤسسة للعام 2020م، تستهدف جميع القطاعات الصناعية والزراعية والسمكية

مؤسسة بنيان كانت فكرة تدور في أذهان المؤسسين للمؤسسة قبل العدوان وأتى العدوان للمسارعة في خطوات إنشائها نظراً لما يعانيه المجتمع والشعب بشكل عام من معاناة نتيجة الحصار والعدوان، ومع أن التوجه الأساسي هو التوجه التنموي لها انطلقت أيضا نحو الجانب الإغاثي بسبب ما فرضه العدوان من حصار ومأساة إنسانية للشعب اليمني، واستطاعت خلال الفترة الماضية تحقيق عدد كبير من المشاريع في الجوانب التنموية والإغاثية في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات.

في هذا الإطار التقينا الأستاذ أحمد الكبسي نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية الذي تحدث لـ 26 سبتمبر عن أبرز ما حققته المؤسسة خلال هذه الفترة فإلى التفاصيل.

حوار / علي مبارك

عشرات المشاريع

بداية أطلعونا على برامج المؤسسة وماذا تحقق على ضوئها؟

>> لدينا برامج تضم عشرات المشاريع منها برنامج تنمية وتمكين الأسر المنتجة وأيضاً تنمية وتمكين منظمات المجتمع المدني، فمثلاً تنمية وتمكين الأسر المنتجة الذي به نحول الأسر التي تتلقى المساعدات إلى أسر منتجة تنتج ويكون لها مصدر دخل ثابت، والحمد لله قطعنا شوط كبير من خلال مشروع المعرض الدائم للأسر المنتجة وبعض الدورات التدريبية التي تقيمها المؤسسة لرفع مهارات هذه الأسر، وإن شاء الله لدينا خطوات كثيرة سوف ندشنها بعد عيد الفطر المبارك، أيضا برنامج تنمية وتمكين منظمات المجتمع المدني لما لوحظ من ضعف كبير جداً في بعض المنظمات وليس كلها وهي تسعى إلى تطوير نفسها ولذلك نحن نمد يد العون لها وتدريبها وتنميتها لتصل إلى المستوى المطلوب.

36 ألف أسرة

وماذا عن برنامج «إطعام»؟

>> نعم لدينا برنامج «إطعام» وهو برنامج إغاثي وهو تقريباً الأكبر على مستوى المؤسسة بعد برنامج «أغنياء من التعفف» ويندرج تحته ثلاثة مشاريع وهي مشروع الأفران الخيرية التي تنتج أكثر من 360 ألف رغيف يومياً توزع على 36 ألف أسرة في أمانة العاصمة و10 آلاف رغيف ينتج يومياً في محافظة المحويت توزع على ألف أسرة، وكذا توزيع أكثر من 23 ألف رغيف لـ 2300 أسرة في محافظة الحديدة، وقريباً إن شاء الله سوف نفتتح فرن خيري في محافظة عمران يستهدف أكثر من ألف ومائة وخمسون أسرة، أيضاً من ضمن هذا البرنامج مشروع «الوجبة الرمضانية» الذي تم تنفيذه خلال شهر رمضان المبارك واستهدف 36 ألف أسرة في أمانة العاصمة وجزء من محافظة صنعاء وتم توصيل الوجبات الغذائية إلى المنازل بشكل أساسي ويومي.

الهيئة العامة للزكاة

هل شاركت معكم أي جهات في مشروع الوجبة الرمضانية؟

>> كانت أول شراكة لنا مع الهيئة العامة للزكاة في مشروع «الوجبة الرمضانية» فقط، حيث مولوا جزء من المشروع يصل إلى 55% والباقي من تمويل مؤسسة بنيان، ويعتبر شيء جيد ان نتشارك مع الهيئة العامة للزكاة وشرف كبير لنا أن نشترك في المشاريع التي وضعت لأجل أحد مصارف الزكاة وهو مصرف «الفقراء والمساكين».

خطة طويلة المدى

كيف تمت عملية التوزيع وهل واجهتكم صعوبات؟

>> الحمد لله كانت الأمور طيبة ولا يخلو أي مشروع من العقبات والمشاكل ولكننا الحمد لله وبفضل من الله وبجهود كوادر ومتطوعي المؤسسة الذي كان لهم دور كبير في تعدي هذه المشاكل والمعوقات ونحن الآن نضع خطة طويلة المدى لتحسين جودة برنامج «إطعام» ككل وعملية التوزيع على وجه الخصوص، وإن شاء الله خلال أشهر سوف يتم تطبيق هذه الخطة التي تسهل عملية وصول المواد الغذائية للمستفيدين الحقيقيين وأيضاً تحسين نوعية أو جودة الخبز أو أي غذاء يصل إلى المستفيدين.

هدف أسمى

هل تتم مراجعة وتصحيح قوائم المستفيدين بين حين وآخر؟

>>أكيد.. فعندما نقول إننا في إطار تطوير بعض المشاريع كمثال برنامج إطعام كان نتيجة للبيانات الراجعة بأن هناك قصور في بعض مراحل المشروع وبالتالي نحن نتعلم منها ونقوم بتطويرها إلى أن نصل إلى مرحلة الاستقرار إن شاء الله في جميع المشاكل، فمن المهم جداً لنا في مؤسسة بنيان بأن ننفذ المشروع من أجل هدف أسمى وبالتالي يهمنا جداً البيانات الراجعة لكي تكون دروساً مستفادة لنا من أجل انطلاقة جديدة إن شاء الله.

الأسر المنتجة

بخصوص البازار الرمضاني كيف كان الإقبال عليه؟

>> نحن قبل عام من الآن فتحنا المعرض الدائم للأسر المنتجة بهدف الترويج للأسر المنتجة لمنتجاتها وفي نفس الوقت كان الهدف الأكبر منه دراسة ما هي المشاكل التي تعانيها هذه الأسر وكيف يتم إصلاحها، من إفرازات هذه الدراسة كانت ضرورة حصول بعض الأسر على بعض اللمسات النهائية في بعض المنتجات فقمنا بإعداد دورات تدريبية كثيرة لهذا الغرض، ونحن مستمرون في ذلك لتحسين المستوى، وللأسف ان الثقة بين المواطن والمنتج المحلي تم هدمها بشكل كبير في المجتمع، وفي هذا الإطار كان ضمن الأفكار والمقترحات اقامة البازار الرمضاني في مدرسة جمال عبدالناصر كنوع لنموذج من هذه الأسر والحمد لله كان الإقبال عليه جيد وهدفنا من ذلك إلى إعادة الثقة للمنتج المحلي بالدرجة الأولى، أيضاً لدينا مشروع آخر إن شاء الله سوف يدشن بعد شهر إلى شهرين وهو مشروع «سوق الخميس» وسيكون في سط أمانة العاصمة في ساحات عامة كسوق مفتوح للأسر المنتجة سوف تتكفل مؤسسة بنيان بجميع النفقات مع الأسر المنتجة التي تأتي ببضائعها لتعرضها في هذا السوق وسوف يكون أسبوعياً على مدار العام في يوم الخميس.

حجة والحديدة

وماذا عن نشاطكم في المحافظات؟

>> لدينا مشاريع في عدة محافظات في حجة والحديدة و«غرفة طوارئ وادي مور» الذي كان من أول المشاريع قبل حتى إشهار مؤسسة بنيان لتمكين المجتمع والآن يدير منشآت غرفة تطوير تهامة منشآت تطوير الحواجز المائية هذه الحواجز الآن تروي عشرين ألف هكتار ويديره أبناء المجتمع نفسه، أيضاً لدينا غرفة الصيادين في الخوبة دربناهم واعددناهم الإعداد اللازم ونقوم بدعمهم الآن لتنفيذ مشاريع من ذات أنفسهم.

التمكين

يعني لا يقتصر الدعم فقط على الدعم بالمواد الغذائية؟

>>جانب التمكين هو الأهم والجانب الرئيسي لنا هو التنمية مثلاً غرفة الطوارئ بوادي مور من كان يتوقع أن الإنسان البسيط في تهامة يقوم بإدارة منشأة ضخمة كانت يديرها المهندسين و…و… وتأخذ من الدولة نفقات باهظة، الآن هذا المواطن البسيط هو من يديرها وعلى أرقى مستوى وعلى حسابه الشخصي وبمبالغ بسيطة وزهيدة وكانت هناك أراضي يمكن لها عشرون عاماً لم تكن تروى بالمياه والآن تروى وهذا عن طريق فقط حركة العوامل المساعدة لإنعاش هذا المواطن، ماهي الموارد التي لديه والإمكانيات وكيف يتم تشغيلها لاستثمار هذه الموارد، الآن وادي مور غرفة الطوارئ تدير المنشآت المائية بالوادي بالكامل أيضاً لدينا في محافظة حجة مبادرة كبيرة جداً وإن شاء الله سيتم الاعلان عنها قريباً وأيضاً مشاريع إغاثية.

دعم المنتج المحلي

مشروع كسوة العيد ماذا عنه؟

>>كسوة العيد أو الوجبة الرمضانية نحن لدينا رؤية الآن نسيمها الاستثمار في التنمية يعني بشكل مبسط بدل أن اشتري المواد الغذائية الخارجية من تجار سواءً كانت من استراليا أو من الصين أو من غيرها لإغاثة الشعب اليمني، يتم توجيه هذه المبالغ لشراء البضائع المحلية الصنع منها مثلاً الزبادي كان نسبة منه يصل إلى تقريباً حوالي 30% من الألبان التي وزعت خلال شهر رمضان كلها محلية الصنع من الابقار المحلية التابعة للمزارعين في مديرية المراوعة الذين تعرضوا لضربة كبيرة نتيجة العدوان وضرب المصانع لدرجة أنهم كانوا يسكبون الحليب في الرملة بسبب غياب المشتري، ونحن والحمد لله وقفنا إلى جانبهم عن طريق هذا المشروع ومشاريع أخرى كمشاريع إعادة تأهيلهم لكي يستطيعوا أن يسوقوا ما ينتجون من الحليب فقمنا بشراء هذه الالبان وتوزيعها في البازار الرمضاني وبشكل كبير.. أيضاً مشروع الكسوة العيدية لأطفال أسر الشهداء والجرحى والمفقودين بنفس الطريقة وهي استثمار اغاثة التنمية، الآن جميع الملابس التي يتم التسويق لها هي من إنتاج أسر يمنية وكما قلت في تصريح سابق أن الأسر الكرام تعمل للأسر الكرام وهي أسر المجاهدين وشهداء وجرحى ومحتاجين وبنفس الوقت هم يقومون بكسوة أبناء الجرحى والمفقودين وغيرهم وبذلك حققنا التنمية في زيادة مبيعات هذه الأسر وأيضاً تدوير المبلغ المالي محلياً فلا يدعم الصين بدلا من المنتج المحلي وافدنا أبناء الفئة التي قدمت الكثير لأجل هذا الوطن بالملابس العيدية.

لماذا لم يشمل مشروع الكسوة أبناء الشهداء؟

>> بالنسبة لأبناء الشهداء لديهم مشروع تابع لمؤسسة الشهداء ولكن الجرحى والمفقودين رأينا من الضروري أن نقدم لهم شيئاً لأنهم فئة قدمت للوطن الكثير وهم يعتبرون شهداء أحياء ، ولم يعطوا حقهم من الاهتمام.

افتتاح الفرن الآلي

ما هي مشاريعكم بعد شهر رمضان المبارك؟

>> نحن نسعى خلال شهر شوال إن شاء الله لافتتاح الفرن الآلي الذي نسعى من خلاله لتحسين جودة الخدمة التي نوصلها للمحتاجين المستهدفين بشكل عام، وسوف يكون فرن آلي ينتج في الساعة عشرة آلاف رغيف وسيتم إغلاق بعض الافران التي مستوى جودتها ليس بالشكل المطلوب ونأمل أن تصل هذه المساعدات للناس بشكل أرقى لأننا نعلم أننا نقدم هذا لله وليس للتباهي، ويجب أن يكون على أعلى مستوى وبذلك نقوم بتحسين هذا المشروع كل فترة وفترة.

تنفيذ المشاريع هل هو محصور على كوادر المؤسسة أم هناك جهات شريكة معكم؟

>>أكيد نحن نؤمن بالشراكة وأيضاً نقول أننا لا نستطيع إنجاز أي عمل بمفردنا، نحن نؤمن بالشراكة والشراكة البناءة ولدينا شركاء كثر وأيضاً نسعى إلى أن نتعلم منهم ويتعلمون منا.

دراسة معمقة

هل يتم تقييم أداء المشاريع ومدى نجاحها أو إخفاقها؟

>>بالنسبة لمشاريع مؤسسة بنيان لا توجد تقارير عن أي مشروع أنه هزيل ولكن هناك عيوب وأخطاء بسيطة ربما لم نصل بالمشروع إلى الطموح الذي كنا نريده فلم يكن بالمستوى الذي نريده نحن رغم أنه حقق نجاحاً على المستوى الوطني، ولكن نحن طموحنا كان أكبر من ذلك، وبالتالي نقوم بالدراسة عن أسبابه وعن البيانات وتقييم أثر المشروع ونعمل بذلك أو نتعلم من الدروس المستفادة وكيف يمكن تلافي الأخطاء مستقبلاً، بالنسبة لمشاريعنا لماذا نقول أنه لا يوجد مشروع فاشل بالشكل الكبير وهي أننا نقوم بعملية دراسة المشروع قبل البدء فيه ويأخذ وقت علينا وهذا ما نؤخذ عليه من انتقادات لماذا؟ لا.. نحن نؤمن بأن أي مشروع ناجح ضروري أن يرتكز على معلومات صحيحة وبالتالي يكون له دراسة معمقة قبل البدء بالمشروع.

زراعة القمح

بخصوص الجانب الزراعي، ما هو آخر مشاريع المؤسسة؟

>>كان لدينا مشروع التجربة التأكيدية لزراعة وإنتاج القمح بالتعاون مع وزارة الزراعة خاصة في قطاع الدراسات والبحوث وأيضاً مع الارشاد والتوعية في الادارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة حيث قمنا بزراعة أكثر من 15 صنفا من القمح وبطرق زراعية مختلفة كنوع من الدراسة لاعتماد الصنف الافضل الذي يناسب محافظة الجوف وإن شاء الله سوف يصدر الدليل الناتج عن هذه الدراسة قريباً ونحن في مؤسسة بنيان استهدفنا جميع المحافظات التي استطعنا أن نصل إليها من صعدة إلى تعز بعدد كبير من المشاريع..

تسويق المنتجات

وما هو القادم في هذا الجانب؟

>> هناك خطة طموحة إن شاء الله ستطلقها المؤسسة في الأيام القادمة في الجانب الزراعي الذي يعتبر جانب مهم وأساسي والاهتمام به كبير سواء كان على مستوى الدراسات أو على المستوى الميداني في الوقت الحالي، هناك مشاريع يتم إعدادها في جانب الحبوب وفي جانب الفواكه والخضروات وكذا التسويق الزراعي بشكل كامل لأنه توجد لدينا مشكلة كبيرة في عملية التسويق، ونحن نعرف أن المنتج المحلي هو الأكثر جودة ولكن هناك تكاليف كبيرة يدفعها ويتكبدها المزارع كمدخلات زراعية مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها، نحن الآن نقوم بالعمل على هذه النقطة وهي دراسة كيف نقلل تكلفة المدخلات الزراعية بما يحسن جودة المنتج وفي نفس الوقت تقلل تكلفته ويكون بشكل مناسب في السوق.

وللعلم أن من فاز بجائزة الرئيس الصماد لإنتاج الحبوب وهي حراثة وهو أحد المستفيدين من مؤسسة بنيان، نزلنا إلى مديرية اللحية وكانت مزارع الناس ستدمر بشكل كبير نظراً لارتفاع أسعار المشتقات النفطية فقمنا بعمل مشروع طارئ ودعمنا هذه الفئة بمدخلات زراعية وعلى أن نستردها بدون أي فوائد في محصولهم وبسعر السوق الذي سيبيعون عليه.

رعاية المبدعين

ماذا عن رعاية المؤسسة للمبدعين والمخترعين؟

>>بالنسبة للمبدعين والمخترعين فلابد لأي بلد يريد النهضة أن يهتم بهذه الفئة وهي فئة مهمة، وإن شاء الله في خطة العام 2020م وهي خطة طموحة والآن نقوم بعمل بعض المشاريع كمشاريع دراسات لتكوين أساس قوي لانطلاقة قوية وخصوصاً أن فئة المبدعين والمخترعين تحتاج لها عناية بشكل أكبر فالموضوع ليس موضوع سهل.

هل ساهمتم بمسابقة المخترع اليمني؟

>> نعم.. كان لدينا مساهمة وقدمنا عدة مرشحين ومنهم من فاز بجوائز المسابقة.

تعاون كبير

هل يوجد تعاون بين المؤسسة والجهات الحكومية؟

>> لدينا تعاون مع الجهات الحكومية بشكل كبير ونأمل أن يكون بشكل أكبر وبما يخدم الهدف الأساسي وهو رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للبلد و تعزيز تماسك الجبهة الداخلية والتصدي للعدوان، ونأمل أن يكون هناك تعاون أكبر في جميع القطاعات باعتبارها مهمة ولدينا مشاريع أعتقد أننا نغطي جميع القطاعات والعلاقات بيننا والحكومة من المفترض أن تكون علاقة تكاملية وأن ننسق خططنا مع خطط الحكومة بحيث يكون فيه تكامل والوصول إلى الهدف فلا يكون هناك تضارب أو تناقض في أداء البعض وهذا مهم أيضاً.

2020م

هل لديكم نية للتوسع في نشاط المؤسسة من حيث المناطق أو المجالات التنموية؟

>>الان نحن نعد خطة المؤسسة للعام 2020م، وتستهدف جميع القطاعات منها الصناعي والزراعي والسمكي هذا في جانب وأيضاً في جانب التنمية المجتمعية نفسها والأسر المنتجة لدينا اتجاه كبير كون المؤسسة تتجه نحو بناء الأسس الأولية لاقتصاد مقاوم للشعب اليمني.

الجانب التنموي

كلمة أخيرة؟

>> أدعو الجميع ومن ضمنهم وسائل الاعلام إلى التركيز على الجانب التنموي ، حيث وأن التركيز في هذه الفترة على الجانب الإغاثي صار أكثر هو مهم في هذه الفترة ولكن ليس هو الحل والخروج بمشكلة الشعب اليمني هو بالعمل التنموي المنظم والمدروس.

كما نوجه التحية لأبناء الشعب اليمني الصابر والصامد ولأبطالنا في جبهات الصمود وإلى أسرهم هنا الذين يدعمونهم يقومون أيضاً بالجهاد في المجال التنموي وندعو أيضاً إلى التكافل الاجتماعي فيما بين أبناء المجتمع بالكامل حتى يتحقق النصر لشعبنا إن شاء الله وكل عام وأنتم بخير.

Categories
مقالات

الأُسَرُ المُنتِجَةُ داعم أساسي للاقتصاد الوطني ورُمحٌ اخترق قلب العدوان

استطلاع وتصوير/ إيمان الحنظلي

تشهد الأسر اليمنية منذ العدوان السعودي الإماراتي على اليمن نقلة بنيوية حقيقية في مختلف المجالات الحياتية يلمسها المجتمع يوما بعد آخر من خلال الاهتمام بإبراز الحرف اليدوية والمهن ومجالات الانتاج والصناعات الصغيرة التي انخرطت فيها الأسر المنتجة، وتشارك مؤسسة بنيان التنموية في تأسيس ذلك الاتجاه عبر تقديمها العديد من المبادرات والخدمات والمشاريع ذات الهدف التنموي المستدام، لبناء الانسان اليمني ونهضة مجتمعه.
في البازار الرمضاني الذي تشارك فيه 50 أسرة منتجة حالياً في منطقة التحرير بمدرسة جمال عبد الناصر رصدت عدسة ” الثورة ” العديد من الآراء للأسر المنتجة والزوار والقائمين على البازار وكانت الحصيلة ما يلي:

تطلعات وطنية
البداية كانت مع الأخت/ أسماء المشرقي مديرة مشروع “سويت يمن” لتصنيع الشوكولاته التي تحدثت قائلة: بدأ مشروعي إثر العدوان الغاشم والحصار الخانق على بلادنا, استشعارا مني بواجب المساهمة في رفع  جزء من المعاناة التي يمر بها الشعب اليمني العظيم الصامد, مشروعي كان ضمن نتاج الجهود التي تبذلها مؤسسة بنيان في تأهيل الأسر المنتجة لخلق فرص العمل, وتحسين مستوى المعيشة لدى المواطنين اليمنيين من أجل تنمية الاقتصاد الوطني, الذي يقوي الشعب اليمني ويساعده على الصمود ومواجهة العدوان الجبان, وكسر حصاره الذي بات لا يعني لنا شيئاً اذا ما كنا أسراً منتجة لا مستهلكة, وأتطلع إلى أن يصبح الشعب اليمني بأكمله شعباً صناعياً وإنتاجياً.
فرص الإبداع
شاركتها الحديث الأخت/ وئام محمد أحمد نعمان، مديرة ادارة في هيئة استكشاف وإنتاج النفط التي وجدت نفسها بعد انقطاع مرتبات الدولة نتيجة حصار دول العدوان عاطلة عن العمل قائلة: في ظل حصار العدوان الخانق وانقطاع المرتبات لا يجب أن يتوقف الإنسان، فالأزمات من هذا النوع تخلق فرصاً للإبداع والتطور والانجاز في ظل الحصار، لقد تحولت من موظفة حكومية أنتظر الراتب إلى صاحبة مشروع خاص أنتج وأوزع منتجاتي وأبدع فيها، واتمنى من كل فرد يمني أن يتجه للأعمال الخاصة المنتجة.
أنامل ذهبية
وفي إحدى زوايا البازار كان هناك معلمة اللغة العربية في إحدى  المدارس الخاصة التي أغلقت أبوابها أمام المعلمات والطالبات نتيجة الأوضاع التي سببها العدوان على اليمن, فاتجهت للعمل الانتاجي مكونة مشروعها “أنامل ذهبية ” قائلة:  بعد فقداني العمل كمدرسة اتجهت إلى  عمل يعين أسرتي على المعيشة ويحسن مستواي المادي, بدايتي كانت من خلال البحث وتعلم أعمال الكروشيه “خياطة الصوف” من الشيلان, جوارب الأطفال والنساء, الكوافي, وغيرها, بعد ذلك تعلمت صناعة العطور والبخور, وأتقنت صناعة الاكسسوارات والمشغولات اليدوية .
وتضيف : هناك صعوبات تواجه الأسر المنتجة تتمثل في غلاء أسعار المواد الخام، وعدم إيجاد الأماكن الكافية لاستيعاب تلك المنتجات، وتأمل من الجهات والمؤسسات الداعمة توفير تلك المواد بأسعار رمزية، للسعي نحو الاكتفاء الذاتي والمحلي والاستغناء عن المنتجات المستوردة من أجل الوصول لأعلى جودة ليأخذ المنتج المحلي مكانته الأولى في دعم الاقتصاد الوطني والعملة المحلية وتشغيل أكبر عدد من الايادي العاملة.
الاتجاه نحو الصناعة
بدورها المنتجة/ ميرفت حميد المغلس تقول: لابد لليمنيين أن يتجهوا إلى التصنيع والانتاج والزراعة ويعيدوا مجد الآباء والأجداد ولن تكون قوتنا إلا في الاقتصاد القوي، الذي سيهزم العدوان ويرفع مكانة اليمن في العالم.. مشيرة إلى المعوقات التي تواجهها الاسر المنتجة كعدم توفر بعض المواد الجيدة، وانخفاض القوة الشرائية نتيجة أوضاع البلاد القاسية التي سببها الحصار والعدوان.
أسواق متاحة
من جهتها تتحدث / أم أسد قائلة : بداية مشروعي كان منذ بداية العدوان الغاشم وانقطاع الرواتب, بدأت أفكر في مشروع استطيع من خلاله أن اكفي اسرتي ذاتيا دون اللجوء إلى أحد, كانت البداية من ” المعرض الدائم للأسر المنتجة”, ذهبت إلى هناك وشاركت منذ الافتتاح وأصبح لدي نقطة بيع ثابتة في مجال العطور والبخور, الحمد لله أصبحت اشارك في كل المهرجانات والبازارات, والشكر لمؤسسة بنيان التنموية التي تدعمنا وتقوم بعمل جبار كتوفير المكان وفتح الأسواق لمنتجاتنا عبر البازارات المتكررة, ويكفي انهم وفروا المكان بالمجان خلافاً لبعض البازارات التي تقيمها بها بعض المؤسسات مقابل دفع رسوم.
ثقافة الانتاج
وتنشد الأخت/ سكينة حسين المتوكل الوصول بالبلد إلى الاكتفاء الذاتي قائلة: نقوم بتصنيع المنظفات والمطهرات بجودة تفوق المنتج الخارجي وبأسعار منافسة, ونحن نهدف إلى التقليل من الاستيراد الخارجي والوصول بالبلد إلى الاكتفاء الذاتي, كما نساهم في تشغيل الايادي العاملة, وتفعيل خريجي بعض الكليات, كعلوم الكيمياء والصيدلة في الانتاج والاستخلاص, وتشغيل عمال للتوزيع والتعبئة والتغليف والحسابات وتطوير الصناعات الكيميائية, لتصنيع واستخلاص الزيوت والعطور والمواد الطبية, ونشكر مؤسسة بنيان لعملها الجاد والمساهمة في انتشار وعرض منتجات الاسر المنتجة عن طريق البازارات وإدخالها ضمن ثقافة المجتمع لتشجيع المنتج المحلي, والاكتفاء به دوناً عن المنتج الخارجي, كما أتوجه بالنصيحة لكل أسرة يمنية بالتوجه لفتح مشروع منزلي صغير يناسب قدراتهم ويعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة الكبيرة, وعلى الوطن الذي سنبنيه معاً بأيدينا للتخلص من قيود الحصار الجائر والظالم, ونحن لها.
أيادي الصمود
وفي صمود كما هو اسم مشروعه يقف الطفل / محمد نزار الحكيم, الذي يدرس في الصف التاسع, عارضاً عطوراته الجميلة, من صنع يديه الصغيرتين, وقد خط مشروعه باسم أيادي الصمود, تيمناً بدور والده البطولي في الدفاع عن الوطن ومقارعة العدوان, الذي أسر بعد أن نكل بالأعداء في جبهات العزة والكرامة, يقول محمد: بعد أن أسر العدوان السعودي والدي, أصبحت أنا العائل لأخوين وجدة، فاتجهت لصناعة العطور مستفيدا من الدعم الذي تقدمه مؤسسة بنيان في مجال الترويج والتسويق للمنتجات, وأطمح إلى أن أمتلك محلاً خاصاً, وأكسر الحصار كما سيكسر والدي قيود العدوان.
منتجات شهية
وفي قسم الحلويات والمعجنات والأكلات الشعبية كانت المنتجة/ حياة صالح الحماطي تقوم بعرض منتجاتها الشهية قائلة : هناك اقبال من الزوار، والمبيعات جيدة.. مضيفة أنها تغطي جميع احتياجات اسرتها اليومية من مأكل ومشرب وملبس وايجار، وتسعى للوصول إلى الاكتفاء الذاتي خصوصا بعد انقطاع المرتبات جراء العدوان الغاشم على بلادنا، وتختتم قائلة : سنظل صامدين ومكافحين.
كل مصنوع مبيوع
من جهتها سبأ سيلان/ من جمعية البراءة لكفالة الايتام تقول: بعد أن واجهتنا الظروف المادية وصعوبة الاعتناء بالأيتام قمنا بفتح معملين للخياطة والمعجنات، وشغلنا الأيادي العاملة من الايتام والأسر الفقيرة، وما نحصل عليه من الدخل يعود إلى المساعدة في المصاريف التشغيلية والمشاريع التي يتم تنفيذها للأيتام، هذا البازار أتاح لنا فرصة المشاركة المجانية، وفتح سوقاً لبيع منتجاتنا، ومن هنا أدعو المستهلكين إلى تشجيع المنتج المحلي، كما أدعو الاسر اليمنية إلى اكتساب حرفة ولو بسيطة فكل مصنوع مبيوع، والعمل المتقن يبيع نفسه.
لن ننتظر المعونات
وللأسر النازحة نصيب من العمل والانتاج فقد توجهت الأخت / زينب سلطان – نازحة من محافظة تعز – إلى عمل مشروع صناعة وبيع الاكسسوارات وعن ذلك تقول : تحسنت اوضاعي وبدأت اصرف على بيتي، فلا يعني أننا نازحون أن ننتظر المعونات, بل يجب أن نعتمد على انفسنا ونثبت للعالم أن اليمنيات قادرات ومبدعات, وتضيف أن هذا البازار فتح لهن سوقاً دون تكاليف أو أعباء تجارية وساعدهن في عرض منتجاتهن كنوع من الدعم والتشجيع والاستمرار.
مشروع العسل
وتتحدث أم محمد قائلة: لبيت كلمة السيد القائد عبد الملك الحوثي، والرئيس الشهيد صالح الصماد، “يد تحمي ويد تبني “، وبدأت في تطوير مشروعي ومشروع زوجي الشهيد في صناعة العسل والطحينية، وتوكلت على الله، فعزنا لن يكون إلا عندما نصبح شعباً منتجاً.
النهوض بالاقتصاد الوطني
وأثناء تجول الزوار كان لنا اللقاء بالأخ/ يحيى محمد رسام وزوجته وهما يبتاعان بعض المنتجات ، فبادرنا الزوج قائلا: نخن هنا لتشجيع الحرف اليدوية والمنتج المحلي، ولا يكفي أن تكون الصناعة محلية وبأيادٍ يمنية، بل يجب أن تكون المواد الخام ايضا يمنية، أتمنى على الجميع تشجيع الحرف اليدوية مهما غلا ثمنها، وأن نساعد في النهوض بالاقتصاد الوطني والاكتفاء الذاتي، وأن نحافظ على قيمنا الحضارية ونكسر الحصار الظالم، وعلى الحكومة التوجه لبناء معامل لتعليم أبنائنا الحرف والمهن ليعينوا أنفسهم في ظل هذا الحصار.
وتضيف زوجته أنها لمست أنامل الابداع في تلك المنتجات، وقد اشترت العديد منها وجربت بعضها سابقا كمواد التنظيف وكانت أفضل جودة وسعرا، متمنية أن تتطور تلك السلع وتتوسع لتلبي حاجات السوق المحلي.
سلع يمنية متكاملة
إلى ذلك أشاد أحد المتسوقين – الأخ/ احمد علي الحاج – بما شاهده من المنتجات المختلفة قائلا: وجدت في هذا البازار سلعاً متكاملة جميلة وأسعارها مناسبة جدا، ووقت العرض متاح لكل فئات المجتمع ، مضيفا أن الأسر المنتجة أصبح لديها عزيمة وإرادة لتخطي الحصار ومسابقة الزمن لبناء اقتصاد اليمن وتنميته.
تمكين الأسر المنتجة
بدورها ضابط مشروع الأسر المنتجة بمؤسسة بنيان التنموية أحلام أمين الضياني تقول: ضمن برنامج تنمية وتمكين الأسر المنتجة تقيم مؤسسة بنيان التنموية البازار الرمضاني للأسر المنتجة في ساحة مدرسة جمال عبد الناصر, الذي افتتح بتاريخ 15 رمضان, ويستمر حتى 28 رمضان, ويحتوي هذا البازار على عدد من المنتجات المحلية : ملابس واكسسوارات وحقائب وبخور وعطور, والمنظفات بأنواعها, وكذلك المعجنات والحلويات.. وكلها منتجات محلية الصنع, والبازار يضم اكثر من 50 أسرة مشاركة سواءً من الأسر المشاركة في المعرض الدائم للأسر المنتجة, أومن خارج المعرض, ومازال المجال مفتوحاً لبقية الأسر المنتجة للمشاركة, تم تجهيز المكان مجاناً بجميع مستلزماته تسهيلا للنساء المبدعات والأسر المنتجة, كي نثبت اننا شعب نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع, وإن شاء الله سنكتفي ذاتياً ونغطي جميع احتياجات السوق المحلي, ونكتفي من استيراد المنتجات الخارجية, ونستبدلها بمنتجاتنا المحلية, ونحن فخورون بجميع الأسر المنتجة وسنحول معاً التحديات الى فرص بإذن الله.
مسؤولية وتوجيه
ختاماً التقينا بنائب المدير التنفيذي لشؤون المرأة بمؤسسة بنيان للتنمية أروى حميد الدين التي أوضحت بالقول:
تستند بنيان في مسيرتها إلى مبدأ التنمية المستدامة, لتحسين نوعية الحياة, مع الأخذ في الاعتبار حقوق الاجيال الجديدة في حياة مزدهرة, وبالتالي التعامل مع ثلاثة أبعاد رئيسية: الاقتصادية, الاجتماعية والبيئية, وتنظر الاستراتيجية إلى تكافؤ الفرص للجميع, وإغلاق فجوات التنمية, والاستخدام الفعّال للموارد, لضمان حقوق الاجيال ألقادمة, كما أن من أهداف مؤسسة بنيان التنموية – قطاع شؤون المرأة – تأهيل وبناء قدرات المرأة اليمنية, ومن ثم تمكينها من تخطي العوائق وتذليل الصعوبات التي تحول دون انطلاقتها, للمشاركة في كافة الانشطة والبرامج, لتغدو نواة مثمرة بل ورائدة في مجال التنمية المستدامة على المستوى المحلي عند الانطلاقة, ثم على المستوى الاقليمي والدولي بعون الله مستقبلا.
وتضيف أروى حميد الدين: لا يمكن تحقيق التمكين الاقتصادي أو التنمية الاجتماعية والاستدامة البيئية دون دور فاعل للنساء، وتأتي الجهود المبذولة من قبل مؤسسة بنيان في إطار تحملها المسؤولية الاجتماعية، وتحسين نوعية الحياة للمواطنين في ظل العدوان الغاشم.
وتؤكد حميد الدين قائلة: مع تزايد أعداد الشهداء وبقاء الاسر بلا معيل كان على الأسر أن تخرج لتقاوم الحرب الاقتصادية, فخرجت المرأة اليمنية ساعية لرزقها, بعد أن وفرت لها “بنيان” الدورات المجانية التي يقيمها مركز خيرات للتدريب في عدة مجالات، وقد التحقت بهذه الدورات وتعلمت حرفة تدر عليها ما يكفيها وأسرتها, وأمام هذه الهمم العالية لدى هذه الأسر المنتجة كانت “بنيان” لهن خير سند ومعين, حيث وفرت لهن معرضاً لبيع منتجاتهن, وأقامت البازارات بين الحين والآخر, لتشجيعهن على مزيد من الانتاج, ولتسهل عليهن فكرة تسويق منتجاتهن بصورة تدر عليهن المزيد من الارباح.
وتختتم نائب المدير التنفيذي لشؤون المرأة قائلة: من خلال هذه الصحيفة أشد على أيدي الأسر، وأناشدها بالحرص على الجودة في الانتاج، للمنافسة في الاسواق، وإيصال اليمن إلى مصاف الدول المنتجة ذاتياً، بهذه الاسر نفتخر ونتطلع للمزيد من الابداعات المتميزة بجودتها وذوقها، سائلة المولى أن يوفقهن في مسيرتهن العملية للارتقاء باليمن ومنتجات أياديهن.

Categories
مقالات

مؤسسة بنيان تدشن حصاد الحقل التجريبي لزراعة 15 صنفاً من القمح في محافظة الجوف

> نائب المدير التنفيذي:هدفنا بالمشروع معرفة الصنف الأمثل لزراعة القمح في المحافظة

> ضابط المشروع:فكرة المشروع جاءت وفقاً لتوجيهات السيد القائد وسياسة المؤسسة لإنعاش القطاع الزراعي
> محطة البحوث:التجربة تضمنت معظم البحوث الزراعية وتهدف لزيادة إنتاجية محصول القمح
> مؤسسة إكثار البذور:العمل رائع وعلمي ونفذ بطرق صحيحة وعملية تفيد المزارعين بشكل مباشر

استطلاع / عمار الكحلاني
يعتبر الاهتمام بالنشاط الزراعي من أولى أولويات تحقيق التنمية المستدامة لأي بلد، وعلى مر التاريخ مثلت الزراعة في اليمن النشاط الأبرز والحرفة الأهم وعصب الحياة للاقتصاد اليمني لما تمتلكه من مقومات وموروث وخبرات متراكمة عبر الأجيال ،بالإضافة إلى الخصوبة العالية للتربة وجودة الإنتاج.
وتولي مؤسسة بنيان التنموية القطاع الزراعي أهمية بالغة ،حيث تسعى إلى تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج التنموية والاستراتيجية وحشد الخبرات والطاقات المجتمعية لإنعاش هذا القطاع الحيوي ضمن توجهها الاستراتيجي للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي وصولا إلى الاكتفاء الذاتي، حيث أصبح هذا التوجه ضرورة قصوى وواجباً وطنياً ملحاً.
في هذا الإطار واكبت “الثورة” فعالية تدشين حصاد مشروع الحقل التجريبي لأصناف القمح بمشاركة مجتمعية في مديرية الزاهر بمحافظة الجوف تحت شعار ” يد تحمي ويد تبني” والتقت بالقائمين على المشروع في مؤسسة بنيان التنموية وممثلي الجهات ذات العلاقة في القطاع الزراعي واستمعت منهم إلى تفاصيل كاملة عن المشروع وأهميته.. تابعوا معنا:
معرفة الصنف الأمثل
في البداية التقينا الاخ احمد الكبسي نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية الذي تحدث لنا عن هذه التجربة بالقول: ” اليوم مؤسسة بنيان تختتم مشروع التجربة التأكيدية لعدد من أصناف القمح في محافظة الجوف والهدف منها معرفة الصنف الأمثل لهذه المنطقة سواء كان لمديرية الزاهر او لمحافظة الجوف بشكل كامل ومن سيقيَّم هذا الصنف هو المزارع بنفسه وأبناء هذه المحافظة بأنفسهم كوننا نؤمن بأن المعارف التقليدية وأبناء المنطقة هم الأساس في التقييم وهم الأساس في معرفة الصنف الذي يناسبهم ويناسب المنطقة بشكل عام.
ويضيف الكبسي :” لقد تجسّد التعاون المشترك بين القطاع الحكومي ممثلاً بوزارة الزراعة بجميع قطاعاتها وكذلك منظمات المجتمع المدني ممثلة بمؤسسة بنيان وجمعية الاعتصام وأيضاَ المواطن والمزارع الذي يمتلك الكثير من المعارف التقليدية التي نحتاجها فعلا هذه الأيام، ونحاول أن نحييها بعد أن بدأت تندثر في اوساط المزارعين”.
فرضيات تم التأكد منها
وللحصول على التفاصيل وبشكل أوسع عن التجربة التقينا المهندس أحمد شرف رئيس فريق الإرشاد والتوعية ضابط مشروع التجربة التأكيدية الذي قال :” كانت البداية بأن قام فريق من المؤسسة بزيارة محافظة الجوف للاطلاع على اسباب قلة الإنتاجية في تلك المحافظة ،وخلال الزيارة ظهرت لنا عدة فرضيات حول المشكلة وتم التأكد من الجهات التي عملت سابقا في زراعة القمح والمنظمات مثل الهيئة العامة للبحوث الزراعية في ذمار ومؤسسة إكثار البذور وكلية الزراعة والمحطة الشمالية ومحطة المرتفعات الوسطى والمؤسسة الاقتصادية ومنظمة الفاو وغيرها من الجهات ذات الصلة ،ومن ثم قمنا بعمل مسح ميداني للمنطقة فاكتشفنا أن هناك اصنافاً مطلقة وهي الأصناف التي زرعت نتيجة لبحوث ميدانية اجريت عليها وتم زراعتها وخرجت عنها نتائج مبشرة فقرر الفريق اخذ 5 اصناف مطلقة من المناطق الوسطى منها ذمار وإب والبيضاء، و5 أصناف من المناطق الشمالية الشرقية مثل حضرموت ومارب والجوف وصعدة وعمران ،هذا فيما يخص الأصناف المطلقة وهناك اصناف غير مطلقة ،وقد نزلت مؤسسة بنيان التنموية لزرع الأصناف سواءً المطلقة او غير المطلقة، وقد بلغ اجمالي الأصناف المزروعة 15 صنفاً وصنفان شواهد وتمت زراعتها في محافظة الجوف وتمت العملية بثلاث تجارب “.
ثلاث تجارب
ويضيف شرف: المشروع مر بثلاث تجارب، اولها التجربة التأكيدية للأصناف الـ 15 الإضافة الى زراعة صنفين كشواهد اصناف محلية ونعني بمصطلح شواهد بالأصناف التي يقوم بزراعتها المزارعون في المناطق التي يتواجدون فيها ، وفي التجربة الثانية تمت زراعة القمح على المصاطب وتم اختبار 5 اصناف فيها والتجربة الثالثة التي تتعلق باستهلاك المياه (المقننات المائية) وتم اختبارها على 5 اصناف وتم ريها من 400 ملي لتر الى 800 مليمتر في الرية الواحدة لكل صنف لمعرفة أكثر صنف تأقلم على هذه التجربة وكم احتياجه للمياه وتم زراعتها في 26 أكتوبر الماضي والأصناف جيدة، وقد ظهرت هناك أعداء حيوية جيدة ونافعة (حشرة) يمكن ان تكون بديلاً لاستخدام المبيدات حيث تقوم هذه الحشرة بالقضاء على الحشرات الضارة (مكافحة حيوية).
وفقاً لتوجيهات قائد الثورة
وحول فكرة المشروع يقول المهندس أحمد شرف: جاءت فكرة المشروع وفقاً لتوجيهات السيد القائد عبد الملك الحوثي (يحفظه الله) بضرورة الاهتمام بالزراعة لاسيما في الجوف كونها منطقة ملائمة للزراعة وهذا هو المنطلق الأساسي لنا في هذا المشروع الذي سيكون له الأثر المتميز وسيعود بالنفع على المزارعين والمواطنين إن شاء الله ، بالإضافة الى التخوف الذي شعرنا به من تدني مستوى الاهتمام بالزراعة في الجوف وهو ما دفع مؤسسة بنيان للمبادرة في إطلاق هذا المشروع والحرص على توفير كافة الإمكانيات للوصول الى نتائج مبشرة وممتازة، ويبلغ اجمالي المساحة التي تم تنفيذ التجربة فيها 6800 متر مربع.
استفادة من عدة جوانب
وعن مدى استفادة المزارعين يؤكد ضابط المشروع بالقول :” التجربة لمست تفاعلاً كبيراً واُحدثت انطباعاً جيداً وممتازاً في نفوس المزارعين وأبناء المنطقة ككل واستطاعوا أن يستفيدوا منها في جوانب عدة وأكسبتهم مهارات وأساليب جديدة ساهمت في الارتقاء بالمستوى الزراعي ، والشيء الآخر كان هناك اثر اثناء تنفيذ التجربة و الزراعة وتجهيز الارض كانت الطريقة غير الطريقة التي يمارسها المزارعون ، حيث كانت الطريقة التي يزرعون بها تسمى النثر فيما نحن لم نزرع بطريقة النثر وزرعنا بطريقتين، فالتجربة التأكيدية تم عمل حماية لها من المواشي وجعلنا الحماية بنفس طريقة زراعة اهل المنطقة وذلك بطريقة النثر حتى يطلِّع المزارع على الفارق بين التجربتين أو الطريقتين ، واستخدمنا طريقة الخطوط في المنطقة الداخلية واثناء تنفيذ العملية بدت هناك تطورات في مستوى زراعة المزارعين في تلك المنطقة وبدأ البعض باستخدام طريقة الخطوط وليس النثر التي كانوا يمارسونها قبل التجربة ” .
ويختتم شرف حديثه قائلاً: “نشكر جميع المؤسسات التي كانت سندا وعونا لنا في الميدان، وعلى رأسها جمعية الاعتصام في المحافظة على الجهود الجبارة التي قامت بها وستستمر بنيان إن شاء الله في عملها التنموي الى جانب المجتمع الذي هو في الاصل العون والسند الحقيقي للمزارع”.
نتائج طيبة وتقييم رائع
وعن تقييم وزارة الزراعة لهذه التجربة التقينا المهندس صلاح المشرقي مدير عام الارشاد الزراعي الذي أوضح بالقول :” اجتماع اليوم سيتم الخروج منه بنتائج طيبة وتقييم رائع جدا ،وعملية اختيار صنف من أصناف القمح ستكون من صلاحية المزارعين الذين سيقيَّمون المحصول سواء في جانب الإنتاج الزراعي والعمليات الزراعية او حتى في جانب التصنيع الغذائي للمحصول بعد عملية الحصاد وهم من سيقيمَّون ومن سيختارون الصنف الذي يحتاجونه في المنطقة وسيتم بعد ذلك اكثاره وتوزيعه على مختلف المزارعين”.
تعميم التجربة
ويضيف مدير عام الارشاد الزراعي : نتمنى أن تعمم هذه التجربة في مناطق أخرى من بلدنا الحبيب ، وأحب أن أنوه الى أمر مهم هو أن العدوان على اليمن الذي شمل أيضا الحرب على هذا المحصول ، الذي يعتبر الغذاء الأساسي لعامة الشعب ، وإن معاناتنا منذ أربع سنوات إنما جاءت نتيجة الحرب على الغداء ، و أأمل من الاخوة المزارعين المشاركين في عملية انتخاب محصول القمح في المنطقة من أبناء مديرية الزاهر أن يكونوا رسائل لبقية المزارعين في بقية المديريات وكذلك المحافظات ، وإن شاء الله هذا المشروع سيستمر من نجاح الى آخر مرحلة بعد مرحلة ويستفيد جميع المزارعين الذين شاركوا والذين لم يشاركوا.
تجربة شاملة
أما الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي وتقييمها لهذه التجربة فيتحدث عن ذلك الدكتور منصور الصغير المدير الفني لمحطة بحوث المرتفعات الوسطى قائلاً: “عندما فكرت مؤسسة بنيان التنموية في التدخل بمحافظة الجوف لتطوير زراعة القمح ومن خلال إيمانها العميق بأهمية البحث العلمي الذي يجب أن يسبق أي تدخل تنموي فقد تم الجلوس مع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي لتحديد التدخلات وتم الاتفاق على التعاون مع المؤسسة وتنفيذ تجربة تأكيدية بحيث تتضمن معظم مخرجات البحوث الزراعية من الأصناف المطلقة لمحصول القمح في بيئات زراعية مختلفة ،حيث ضمت هذه التجربة أصنافاً مطلقة من محطة بحوث المرتفعات الوسطى ومخرجات البحوث الزراعية في الهضبة الشرقية مأرب وسيئون وكذلك مخرجات المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة بالإضافة إلى صنف منتخب من قبل أحد المزارعين في منطقة وادعة في محافظة صعدة ،كل هذا مقارنة بالأصناف المتداولة من قبل المزارعين في المنطقة المستهدفة”.
زيادة إنتاجية محصول القمح
ويضيف الدكتور الصغير :” وقد تم تنفيذ التجربة ونحن الآن في مرحلة التقييم النهائي وسيتم تجميع البيانات وتحليلها ومن ثم الخروج إن شاء الله بنتائج مبشرة ومعرفة أفضل الأصناف الملائمة لمحافظة الجوف كي يتسنى لمؤسسة بنيان التنموية وضع برنامج للتدخل مبني على أسس علمية ،وسيكون الهدف الأساسي من هذا التدخل هو زيادة إنتاجية محصول القمح في وحدة المساحة وبالتالي رفع مستوى معيشة المزارعين في المناطق المستهدفة. كما تم وضع برنامج مشترك مستقبلي لدراسة كافة حزم التقنيات لهذا المحصول والتي تتضمن المقننات المائية ومعدلات البذور وكمية الأسمدة في وحدة المساحة”.
تلقينا دعوة
المهندس عبدالله محمد جابر مدير فرع مؤسسة اكثار البذور بالمنطقة الشرقية الشمالية تحدث عن رأيه في هذه التجربة بالقول :” تلقينا دعوة من الاخوة في مؤسسة بنيان التنموية لحضور يوم حقلي بمديرية الزاهر في الجوف لمشاهدة وتقييم المشروع البحثي لزراعة اصناف القمح ، حيث تم زراعة 15 صنف قمح بثلاث مكررات لأصناف القمح المنتشرة والمطلقة وغير المطلقة لإعادة تقييم الانتاجية لكل صنف وطرق الزراعة على مشاطب لتقنين عملية الري وتوفير الريات بسبب ارتفاع تكلفة الديزل على المزارعين ، وقد كان التقييم من قبل المزارعين أنفسهم في عدة مناطق بالجوف ومشاركتهم في العمل واختيار الصنف المناسب والجيد من حيث الانتاجية الجيدة والخبز الجيد والمذاق الممتاز ولون الطحين الابيض وغيرها من المواصفات الفنية والعلمية ،وتم حصاد هذه التجارب وفرز كل صنف على حدة لدراستها وتحليلها احصائيا وعلميا من قبل البحوث الزراعية المختصة بذلك .
عمل ممتاز وعلمي
ويؤكد المهندس عبدالله أن هذا العمل المنفذ من قبل مؤسسة بنيان ، يعد عملا ممتازا وعلميا وبطرق صحيحة وملموسة من قبل الجهات الرسمية في القطاع الزراعي وكذلك المزارعين بالجوف ، مشيرا الى أن بنيان بذلت جهدا كبيرا لكي يستفيد المزارع بشكل مباشر وتستفيد الجهات الرسمية الاخرى التي حضرت التقييم مثل الارشاد والاعلام الزراعي ومؤسسة إكثار البذور المحسنة ومؤسسة انتاج الحبوب والمجتمع المحلي الزراعي بشكل عام ، متمنياً من المؤسسة مواصلة هذا العمل خلال السنوات القامة وعمل تجارب تأكيدية في مناطق أخرى لكي تعم الفائدة ويستفيد جميع المزارعين .
قاعدة أساسية لأصناف القمح
وعن تقييم المؤسسة العامة للتنمية وإنتاج الحبوب لهذه التجربة التقينا الأخ أسامه الدمشقي مدير عام تنمية المجتمعات المنتجة ليؤكد بالقول ،”نحن اليوم في الحقل الخاص بمشروع مؤسسة بنيان بالتعاون مع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الخاص بتقييم أصناف القمح كأساس أو نواة للتنمية، لأن العمل البحثي يعتبر من اساسيات التنمية وهذا المشروع تشكر عليه مؤسسة بنيان وعلى إعداد قاعدة أساسية لأصناف القمح في محافظة الجوف من أجل الاكتفاء الذاتي وصولا الى الامن الغذائي إن شاء الله “.
انطلاقة قوية ونوعية
وكذلك الأخ زيد حسين عسكر منسق مؤسسة تنمية وإنتاج الحبوب بمحافظة الجوف الذي أوضح بالقولٌ “نشكر الاخوة العاملين في مؤسسة بنيان التنموية على وضعهم لهذا الحقل التجريبي من اصناف البذور، وقد جمعنا اغلب المزارعين للاطلاع واختيار الصنف المناسب لهذه المحافظة ،كما نأمل من مؤسسة تنمية وإنتاج الحبوب أن يقدموا الدعم للمزارعين لكي يتمكنوا من زراعة المحافظة تحت شعار “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” ،لنصل إلى الاكتفاء الذاتي إن شاء الله فمحافظة الجوف غنية بالبذور والمحاصيل والآبار الارتوازية و الأراضي الزراعية الواسعة، ومع توفر الدعم بالتأكيد ستحصل نقلة نوعية تقهر الأعداء الذين استهدفونا بالمنظمات لكي لا نزرع ، والآن هي بداية انطلاقة قوية و نوعية لزراعة القمح بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة” .
نالت استحسان المزارعين
ونختتم برأي الجهات المتعاونة من المحافظة في هذه التجربة الهامة، حيث التقينا الأخ هشام بشير مدير مشاريع جمعية الاعتصام بمحافظة الجوف الذي قال :” شاركنا اليوم باسم جمعية الاعتصام في تدشين حصاد المشروع الحقل الايضاحي الذي قامت به مؤسسة بنيان مشكورة ويحتوي على 15 صنفاً من اصناف القمح ليقوم المزارعون بانتخابها واعتمادها في المحافظة، وقد حضر المزارعون وقاموا بالاطلاع على جميع أصناف محصول القمح ونالت استحسانهم وإن شاء الله سيتم توفير كل ما هو ممكن لنجاح هذه التجربة وتعميمها والى الامام سنمضي لما فيه خير وصالح البلاد”.

رابط التقرير :

http://althawrah.ye/archives/571090

Categories
مقالات

بنيان تدشن مشروع الخيمة الطبية المجانية الأولى لأحفاد بلال في بني حشيش. #صحيفة_الثورة

بنيان تدشن مشروع الخيمة الطبية المجانية الأولى لأحفاد بلال في بني حشيش.
#صحيفة_الثورة
#مؤسسة_بنيان_التنموية
#BonyanDevelopmentFoundation

Categories
مقالات

المعرض الدائم للأسر المنتجة “مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة “

#المعرض_الدائم_للأسر_المنتجة
#معاً_نحو_الإكتفاء_الذاتي
#مؤسسة_بنيان_التنموية
#BonyanDevelopmentFoundation

Categories
مقالات

#جمعة مباركة